يبدو ان المبادرة التي دعا إليها عمدة فاس إدريس الأزمي الإدريسي المتمثلة في عقد اجتماع مع العديد من جمعيات المجتمع المدني في المدينة العتيقة على خلفية الاحتجاجات التي قام بها تجار المدينة العتيقة لم يكتب لها النجاح ،أو على الأقل لم تكن لترضي كل المدعوين إليه ، وهو ما يجسده انسحاب العديد من ممثلي جمعيات التجار بالمدينة العتيقة وهو اللقاء الذي كان يراد منه دراسة وطرح مطالب هؤلاء التجار على الطاولة مع العمدة ومحاولة إيجاد حلول لها ، رغم أن هناك من يرى أنه مجرد عقد هذا اللقاء هو بمثابة نجاح في حد ذاته . وكان لافتا خلال هذا الاجتماع الذي احتضنته قاعة الجلسات بمقر الجماعة ،صباح يوم السبت حدة المشاكل التي تتخبط فيه التجارة بالمدينة العتيقة ، حيث تناوبت التدخلات المطولة والصريحة، على وضع اليد على مكمن الخلل من أجل إصلاح العطب،. ، لكن في الوقت الذي ظن جميع الحاضرين بأن هذا اللقاء انطلق والنقاش تعمق وبدأت لغة المشاكل بالتدخلات المطولة والصريحة تأخذ صداها وطريقها إلى مسامع عمدة المدينة الذي ظل هادئا يستمع إليها دون كلل بالرغم من تكرار طرحها وإعادة طرحها على مسمعه بتوالي التدخلات ، في هذه اللحظة قام ممثلوا جمعيات وصفت بكونها تشكل "العمود الفقري لهذا الحدث وأنها الممثل الحقيقي لتجار المدينة العتيقة ، وغادرت قاعة الجلسات ، ووصفت الجمعيات الأخرى بأنها تابعة وأنها لا تمثل التجار وتسبح ضد التيار …" فيما استمر اللقاء مع باقي الحاضرين حيث واصل العمدة الأزمي في الإنصات لتدخلاتهم . ولم يتأخر رد فعل المنسحبين كثيرا ، حيث سارعوا إلى صياغة " بيان توضيحي " في بهو مقر الجماعة وتمت تلاوته في الحين، أكدوا فيه على أن حضورهم جاء بعد تلقي أعضاء الجمعيات وممثلي التجار بالمدينة العتيقة اتصالات هاتفية من المجلس لعقد هذا الاجتماع بهدف " الجلوس على طاولة الحوار لإيجاد حلول ناجعة بصفة استعجالية " للمشاكل التي يتخبط فيها تجار المدينة العتيقة ، إلا " أننا نفاجأ بحضور أشخاص لا علاقة لهم بالمشاكل التي تهم المدينة العتيقة تم استدعاؤهم من طرف مجلس المدينة " حسب تعبير لغة البيان . وأكد المنسحبون الاجتماع بلغة لا تخلو من اتخاذ قرارات وخطوات تصعيدية في ذات البيان بالقول على "أننا ارتأينا أولا إغلاق دكاكين المدينة العتيقة ، وثانيا تنظيم وقفة احتجاجية ثانية يوم الأربعاء 16 دجنبر الجاري بساحة سيدي العواد بالرصيف على الساعة العاشرة صباحا" وبرر المنسحبون هذه الخطوات التصعيدية " برفض السيد العمدة الجلوس مع الجمعيات الموقعة على البيان بصفة منفردة ، وعدم تلقي أي بادرة من طرف السلطة المحلية " بحسب بيان المنسحبين من الاجتماع ذاته ، غير أنهم أبقوا على الباب مفتوحا لمبادرات " جميع الجمعيات وفعاليات المجتمع المدني الغيورة على هذه المدينة العتيقة " . إلى ذلك أشارت المصادر بأن عمدة فاس إدريس الأزمي الإدريسي برر دعوته لجميع الجمعيات خلال ذات اللقاء بهدف ان بأن "يكون هذا الاجتماع الأول شاملا، للإنصات لمختلف الآراء في أفق عقد اجتماع خاص مع الجمعيات التي دعت الى غلق المحلات والاحتجاج" المنسحبة من اللقاء . يذكر ان العديد من تجار وحرفيي المدينة العتيقة نظموا يوم 2 دجنبر الجاري وقفة احتجاجية بساحة سيدي العواد بالرصيف بالمدينة العتيقة حيث طاف المحتجون بنعش رمزي في إشارة إلى ما تعرفه تجارة المدينة العتيقة من كساد وركود كبيرين يرى أصحابها أنها نتيجة العديد من المشاكل التي تتخبط فيها هذه المدينة . محمد المتقي