لم يكن صباح يوم الاربعاء 2 دجنبر الحالي صباحا عاديا بأسواق و متاجر ودكاكين المدينة العتيقة،فقد أصبحت الشوراع مقفرة ولم تعد نسائم الخليع والحرشة والملوي تتطاير في الفضاء لتحرك الأمعاء لتناول وجبات الفطور الفاسية المشهورة، ذلك أن تجار الرصيف وباب السلسلة والعطارين ورحبة الزبيب وغيرهم هبوا جميعا لساحة سيدي العواد استجابة لنداء جمعيات المجتمع المدني بالمدينة العتيقة التي دعت السكان والتجار للوقوف وقفة سلمية احتجاجا على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية المتردية التي آلت إليها العاصمة الادريسية ، حيث أن سكان وتجار المدينة العتيقة يعيشون على إيقاع التهميش والإقصاء، حسب البلاغ الذي توصلت الجريدة بنسخة منه ، والذي قام بتحليل دقيق لوضعية فاسالمدينة سكانا وتجارا ، مؤكدا أن من أسباب الاحتقان الاجتماعي التهميش وعدم حل المشاكل التي طالب بها السكان والتجار وراسلوا في شأنها المسؤولين سلطة ومنتخبين، غير أن مطالبهم أقبرت ولم يتوصلوا بأجوبة مقنعة . وخلال الوقفة الاحتجاجية رفع المحتجون شعارات تعكس عمق ما يخالجهم من تضرر ونددوا بغلاء فواتير الماء والكهرباء التي انضافت لمعاناتهم إلى جانب الركود الاقتصادي ،كما طالب المحتجون برد الاعتبار للسكان والمجتمع المدني ورفع القيود عن الاقتصاد المحلي وعدم احتكار السوق السياحي من طرف مجموعة من اللوبيات لأن الرواج الاقتصادي بالمدينة العتيقة يعتمد على بيع منتوجات الصناعة التقليدية التي تشتهر بها أسواق فاس . وأضاف البيان أن الكساد أصبح حالة مستمرة، لهذا ينبغي إعادة النظر في الضرائب المفروضة على التجار وهيكلة أسواق المدينة العتيقة واحترام الاتفاقيات المتفق عليها في اجتماعات مسؤولة مع شركة سيتي بيس الخاصة للنقل الحضري لربط جميع مداخل المدينة بجميع الاتجاهات، وفتح الأسواق الخاصة بالباعة الجائلين وتحرير الملك العام وتنظيم السير والجولان. وناشد البيان السلطات تسريع وتيرة المشروع السياحي وادي الجواهر الذي دشنه جلالة الملك و الذي يعرف بطءا كبيرا في إنجازه .