أشرف الملك محمد السادس أول أمس الخميس بمدينة بنجرير على تدشين متنزه طبيعي وترفيهي أطلق عليه جلالته اسم «متنزه ولي العهد الأمير مولاي الحسن». ويعد المتنزه، الذي استغرقت أشغال تهيئته اثني عشر شهرا، بمثابة متنفس بيئي حقيقي لمدينة بن جرير، حيث سيستقبل مجموعة من الأنشطة الحيوية والترفيهية في أفق مصالحة المواطن مع بيئته. وشملت أشغال تهيئة المتنزه، الذي يمتد على مساحة ثلاثة هكتارات، إنجاز حلبة لألعاب القوى وأخرى للعدو الريفي ومسبح ومساحات خضراء وملعب لكرة القدم المصغرة وملعبا لكرة السلة، إلى جانب غرس 31 ألف شجرة. وقدم مصطفى التراب، الرئيس المدير العام للمكتب الشريف للفوسفاط، الخطوط العريضة لمشروع إحداث قطب حضري جديد يسمى «المدينة الخضراء محمد السادس» ببن جرير على مساحة 650 هكتارا والذي ستستفيد منه ساكنة تقدر بنحو تسعين ألف نسمة. ويندرج هذا المشروع، الذي سيتم إنجازه على ثلاث مراحل، في إطار تصور جديد يولي أهمية خاصة للتنمية المستدامة وحماية البيئة. وأوضح التراب أن المدينة الخضراء التي تتضمن إحداث 23 ألف مسكن، تراهن، حسب دفتر تحملاتها، على الحصول على شارة تمييزية بيئية واعتراف دولي بمكانتها الرائدة كمدينة تحترم المؤشرات والمعايير البيئية. وسيتم إحداث المدينة، التي تعد الأولى من نوعها في القارة الإفريقية، في إطار مقاربة شمولية تسعى إلى حماية البيئة والنظام الإيكولوجي بالمنطقة واقتصاد استعمال الماء والطاقة. وينتظر أن تضم المدينة الخضراء إلى جانب فضاءات سكنية مركبات إدارية واستشفائية ورياضية وتجارية، مقر «جامعة محمد السادس للتقنيات» والتي ستشكل مفخرة وطنية باعتمادها على مقاربة تراهن على البحث والتطوير حول أقطاب للامتياز، وتنسج شراكات مع الجامعات الوطنية والدولية العريقة. أما عبد الكبير زهود، كاتب الدولة المكلف بالماء والبيئة، فقد قدم عرضا حول إنجاز 203 مشاريع مندمجة بقطاعي الماء والبيئة بإقليم الرحامنة تبلغ كلفته الإجمالية مليارا و88 مليون درهم. وأوضح زهود، في معرض شرحه للمشاريع أمام الملك محمد السادس، الذي كان مرفوقا بالأمير مولاي الحسن أول أمس بمدينة بنجرير، أن هذه المشاريع تندرج في إطار برنامج أولي تم وضعه بإقليم الرحامنة ليشمل الفترة من 2010 إلى 2012، في إطار تطبيق مقتضيات اتفاقيات الشراكة الإطار الستة عشرة، التي تم توقيعها بين الدولة والجهات في 14 أبريل الماضي بفاس. وأشار الوزير إلى أن هذه الاتفاقيات تندرج في إطار تنفيذ التوجيهات الملكية السامية المتعلقة بضرورة اعتماد المقاربة التشاركية المعبئة لكافة المكونات والفاعلين على مستوى الجماعات المحلية، بغية ضمان إنجاح ورش التأهيل البيئي بالمغرب وحماية موارده الطبيعية، مبرزا المشاريع المندمجة التي سيتم إنجازها بإقليم الرحامنة، والتي تهم إنجاز شبكات التطهير السائل، وتدبير النفايات الصلبة، والتأهيل البيئي للمراكز الحضرية وللمدارس والمساجد القروية، ومحاربة تلوث الهواء وتعبئة المياه السطحية وتثمين الموارد المائية. كما ترأس الملك مراسيم التوقيع على أربع اتفاقيات موضوعاتية لإنجاز مشاريع مندمجة بقطاعي الماء والبيئة بإقليم الرحامنة. ووقع الاتفاقية الأولى، التي تتعلق بإنجاز برنامج التأهيل البيئي لإقليم الرحامنة، شكيب بنموسى، وزير الداخلية وأحمد التوفيق، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، وأحمد اخشيشن، وزير التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي، وعبد الكبير زهود، كاتب الدولة المكلف بالماء والبيئة، وحميد نرجس، رئيس مجلس جهة مراكش تانسيفت الحوز، ومحمد نجيب بن الشيخ، عامل إقليمقلعة السراغنة وفؤاد عالي الهمة، رئيس «مؤسسة الرحامنة من أجل التنمية المستدامة»، ومصطفى الشرقاوي، رئيس المجلس الإقليمي للرحامنة، وعلي الفاسي الفهري، المدير العام للمكتب الوطني للماء الصالح للشرب والمكتب الوطني للكهرباء، ومصطفى التراب، الرئيس المدير العام للمكتب الشريف للفوسفاط، ومحمد الشعيبي، نائب رئيس الجمعية المهنية لمنتجي الإسمنت. ووقع الاتفاقية الثانية، الخاصة ببرنامج التدبير المندمج للموارد المائية بإقليم الرحامنة، شكيب بنموسى، وعزيز أخنوش، وزير الفلاحة والصيد البحري، وعبد الكبير زهود، وعبد العظيم الحافي، المندوب السامي للمياه والغابات ومحاربة التصحر، وحميد نرجس، ومحمد نجيب بن الشيخ، وفؤاد عالي الهمة، ومصطفى الشرقاوي.