أشرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس ،اليوم الأربعاء ،على تدشين فضاء رياضي وترفيهي تمت تهيئته على شاطئ كيمادو بالحسيمة،في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية،بغلاف مالي بلغ 4ر3 مليون درهم. اطلع جلالة الملك على حصيلة برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بإقليمالحسيمة برسم 2008/ 2009 التي رصد لها مبلغ مالي إجمالي يفوق 97 مليون درهم. وبعد إزاحة الستار عن اللوحة التذكارية،قام جلالة الملك بجولة عبر مختلف مرافق فضاء كيمادو الذي يندرج في إطار الجهود المبذولة من أجل تعزيز ولوج سكان وشباب مدينة الحسيمة إلى البنيات التحتية الأساسية والتنشيط الاجتماعي والثقافي. ويضم هذا الفضاء الرياضي والترفيهي،الذي استغرقت أشغال إنجازه أربعة أشهر،إحداث ملاعب رياضية وفضاء للترفيه ومنتزهات إلى جانب الإنارة العمومية والمساحات الخضراء. وبهذه المناسبة ،استمع صاحب الجلالة إلى شروحات بخصوص تقدم أشغال إنجاز مختلف برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية،على مستوى إقليمالحسيمة،برسم سنتي 2008 و2009 ،والتي تتضمن 93 مشروعا بقيمة 97 مليون و376 ألف و432 درهم ،تصل مساهمة المبادرة فيها إلى 49 مليون و805 ألف و432 درهم. وتتوزع هذه البرامج ما بين محاربة الفقر في الوسط القروي ،ومحاربة الإقصاء بالوسط الحضري ،ومحاربة الهشاشة والتهميش إضافة إلى البرنامج الأفقي. وتروم هذه البرامج،التي بلغت نسبة إنجازها 75 في المائة دعم النساء والشباب وإدماجهم اجتماعيا واقتصاديا عن طريق خلق أنشطة مدرة للدخل،واستهداف الفئات الاجتماعية في وضعية الهشاشة،وكذا تحسين الولوج إلى الخدمات والتجهيزات الأساسية. وقد تم وضع هذه البرامج والمشاريع في إطار مقاربة تقوم على الاستجابة لحاجيات مختلف الشرائح الاجتماعية،وضمان استمرارية المشاريع بتكثيف مشاركة المستفيدين والفاعلين المحليين في التدبير ورصد ميزانيات قارة للتسيير،إلى جانب الاندماج مع البرامج القطاعية لتحقيق مشاريع مندمجة ذات وقع واسع على السكان. ويستفيد من مجموع مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على مستوى اقليمالحسيمة نحو 53 ألف و603 شخص،يتوزعون على برنامج محاربة الفقر في الوسط القروي (9090 مستفيد) ،وبرنامج محاربة الإقصاء بالوسط الحضري (31 ألف و703 مستفيد) ،وبرنامج محاربة الهشاشة والتهميش (560 مستفيد) ثم البرنامج الأفقي (12 ألف و250). كما استمع جلالة الملك إلى مختلف الشروحات الخاصة ببرنامج "الرؤية الاستراتيجية لتنمية مدينة الحسيمة". ويتعلق الأمر بمشروع نموذجي على الصعيد الوطني،يرمي إلى إنجاز مجموعة من المشاريع المندمجة،في أفق سنة 2015،تهدف إلى تحسين حركة المرور على مستوى مدينة الحسيمة،والحد من الكثافة السكانية والحد من الازدحام بوسط المدينة،وتحسين المشهد العمراني،إلى جانب ترحيل عدد من الأنشطة والخدمات التي تتسبب في التلوث والازدحام والضجيج إلى خارج الحسيمة. وتعد هذه "الرؤية الاستراتيجية"،التي تتضمن مشاريع خاصة بتهيئة الطرق والساحات العمومية والمجزرة البلدية والمطرح العمومي ،ثمرة شراكة بين مجموعة من المصالح والإدارات والهيئات المنتخبة وفعاليات المجتمع المدني ،من بينها على الخصوص وزارة الإسكان والتعمير والتنمية المجالية والجماعة الحضرية للحسيمة وولاية جهة الحسيمةتازة تاونات. وفي إطار المشاريع التي تتضمنها هذه الرؤية،قدمت لجلالة الملك شروحات بخصوص مشروع بناء مرأب تحت أرضي بمدينة الحسيمة سيتم إنجازه بغلاف مالي يصل إلى 32 مليون درهم. وسيتسع هذا المرأب ،الذي ستنتهي الأشغال به في غضون الأربعة وعشرين شهرا المقبلة ،لنحو 225 سيارة،موزعة على ثلاثة طوابق. كما قدمت لجلالته مختلف المعطيات الخاصة بمشروع تهيئة ساحة الريف،والتي سيتم إنجازها بغلاف مالي يصل إلى خمسة ملايين درهم بتمويل مشترك بين الجماعة الحضرية ومصالح الولاية. ويندرج هذا المشروع ،التي تستغرق أشغال إنجازه ستة أشهر،في سياق الجهود المبذولة من أجل تحسين المشهد العمراني للمدينة والرفع من جمالية هندستها المعمارية إلى جانب توفير فضاء للترفيه لفائدة الساكنة. وتأتي هذه الرؤية الاستراتيجية في انسجام وتكامل مع مجموع المشاريع والبرامج التي أعطى جلالة الملك محمد السادس انطلاقتها،منذ تربع جلالته على عرش أسلافه المنعمين،والتي بلغ مجموع استثماراتها خمسة عشر مليار درهم بالنسبة لاقليمالحسيمة وسبعة ملايير درهم لمدينة الحسيمة. إثر ذلك أشرف جلالة الملك على توزيع مجموعة من البذل والتجهيزات الرياضية على عدد من الفرق والجمعيات الكائنة بالأحياء المستهدفة ببرامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية،وهي العملية التي رصد لها مبلغ إجمالي يصل إلى ثلاثمائة ألف درهم.