فاطمة الزهراء أفقير تعيش مجموعة من الدواوير والقرى بمنطقة وارزازات حالة من العزلة كلما تساقطت قطرات الأمطار، مما يزيد معاناة السكان الذين تنقبض قلوبهم خوفا من الحصار، خاصة وأن تلك المناطق تعاني من واقع هش وبنية تحتية ضعيفة وقناطر متداعية. ففي قرية أيت عبد الله، نواحي وارزازات، الوضع لا يختلف كثيرا، ففصل الشتاء في هذه القرية يشكل، بحسب أبنائها، كابوسا يقض مضجع سكانها. يحكي محمد، فاعل جمعوي، ازداد وترعرع بدوار أيت عبد الله نواحي وارزازات أنه أبى إلا أن يساهم في تنمية مسقط رأسه رغم العراقيل عبر خلق جمعية "تنسان". الواقع الذي تعيشه قريته وصفه ب"المرير"، مؤكدا أن قريته تفتقر إلى الماء الشروب ما يدفع السكان إلى قطع كيلومترات لجلبه، بالإضافة إلى ضعف الشبكة الطرقية، فضلا عن الهدر المدرسي وغياب مراكز صحية.. وأَضاف المتحدث أن معاناة السكان تتفاقم خلال فصل الشتاء، ذلك أن الأسر تنقطع عن العالم الخارجي، مما يتسبب في تعطيل الخدمات الإدارية منها والعلاجية.. فضلا عن غياب مراكز لبيع الحطب بأثمان مناسبة، مما يدفع قاطني معظم الدواوير إلى استنزاف الغابة عبر قطع الأشجار لاستعمال خشبها حطبا للتدفئة تارة والاتجار في بعضها تارة أخرى، ناهيك عن مشاكل أخرى مرتبط بعضها بغلاء المواد الأساسية حيث تستغل بعض الجهات هذا الوضع للمتاجرة في معاناة السكان على حد تعبيره . وأشار المصدر ذاته، إلى الخطر المحدق بالسكان بسبب ارتفاع منسوب الأودية والخطر الناجم عنه ثم مشكل الدور الطينية المهددة بالانهيار والتي لا تضمن الأمن لساكنيها وفي لحظة مهددة بالسقوط فوق رؤوسهم . من جهة ثانية، ولتفادي الوقوع في مثل هذه المشاكل وبغية عدم تكرار نفس سيناريو السنة المنصرمة، انطلقت بالعالم الأزرق حملات تضامنية، سابقة لأوانها، من خلال تنظيم قوافل إنسانية لفائدة سكان القرى النائية، التي تعاني من عدة مشاكل كالهشاشة والفقر وانعدام فرص تشغيل الشباب وندرة المياه وغياب برامج لإدماج المرأة وتأطير الطفل..