قام الملك محمد السادس أول أمس الثلاثاء بمعاينة الأشغال المتعلقة بتنفيذ الاتفاقيات التي تم توقيعها في ابن جرير في ماي 2008، وكذا إنجاز مجموعة من المشاريع الجديدة التي تمت برمجتها بعد ذلك، والتي تصب جميعها في تنمية وتأهيل منطقة الرحامنة. ويتم إنجاز هذه المشاريع والبرامج، في إطار شراكة بين مؤسسة الرحامنة للتنمية المستدامة، وعدد من القطاعات الحكومية والمؤسسات العمومية، والهيئات المنتخبة، وفاعلين خواص، ومكونات المجتمع المدني المحلي. وتتوزع المشاريع، التي يتم إنجازها إلى ثلاثة أقطاب: قطب التجهيزات الأساسية، الذي يتمثل في تأهيل المراكز الحضرية والقروية بمنطقة الرحامنة خلال الفترة ما بين 2008 و 2011، بغلاف مالي يصل إلى 235 مليون درهم، وقد بلغت نسبة الأشغال به 45 بالمائة. كما يتضمن هذا القطب إنجاز 11 سدا تليا بمبلغ قدره 75 مليون درهم، والذي يهدف إلى تعبئة المياه ودعم الفرشة المائية وحماية بعض المراكز من الفيضانات. وفيما يتعلق بالقطب الثاني والمتمثل في الاستثمار، فيتضمن خلق تجمعات لتربية أغنام الصردي باستثمارات تبلغ ثلاثة ملايين و689 ألفا و750 درهما، وخلق مقاولات صغرى بالمنطقة بهدف محاربة الفقر ودعم الأنشطة الاقتصادية الصغرى، من خلال دعم أنشطة القروض الصغرى وتأطير وتكوين المستفيدين الذين بلغ عددهم حاليا 1200 مستفيد. أما القطب الثالث الذي يتضمن الشق الاجتماعي، فيهم إحداث مدارس بست جماعات قروية، بهدف تحقيق إلزامية التمدرس بالتعليم الابتدائي، وتخفيض نسبة الهدر المدرسي، وتقليص نسبة الانقطاع والتكرار، وتعميم التعليم الأولي، بغلاف مالي يصل إلى ستة ملايين و102 ألف درهم، كما تمت برمجة ستة مركبات تربوية مندمجة بنفس الجماعات تشمل التعليم الأولي والابتدائي والإعدادي. كما يشمل القطب توفير التكوين المهني للأطفال المنقطعين عن الدراسة بهدف إدماجهم في الحياة الاقتصادية والاجتماعية ومحاربة الهدر المدرسي. ويهم هذا المشروع، الذي رصدت له اعتمادات مالية تبلغ ستة ملايين و200 ألف درهم، توسيع بنية الاستقبال لمركز التكوين المهني بابن جرير وتوفير التكوين المهني للأطفال المنقطعين عن الدراسة. ويندرج في إطار نفس القطب مشروع لتأهيل القطاع الصحي بالمنطقة، من خلال تحسين الخدمات الصحية، وتعزيز العرض الصحي. ويهم هذا المشروع، الذي رصد له غلاف مالي بقيمة أربعين مليون درهم، توسيع المستشفى المحلي بابن جرير، وبناء مركز لتصفية الدم، ودور للولادة بالمراكز القروية، واقتناء سيارات إسعاف، وتعزيز الموارد البشرية. وقد استمع الملك إلى شروحات خاصة بمشروع إحداث إقامة جامعية للطلبة والطالبات، المنحدرين من منطقة الرحامنة بمدينة مراكش، بغلاف مالي يصل إلى ثمانية عشر مليون درهم. وتتكون هذه الإقامة من 106 غرف تبلغ طاقتها الإيوائية 424 سريرا ومكاتب ومرافق صحية وقاعات متعددة الاستعمالات. كما قدمت له شروحات حول مشروع تطوير قطب حضري جديد يسمى “المدينة الخضراء” لابن جرير، الذي تستفيد منه ساكنة تقدر بنحو تسعين ألف نسمة. ويندرج المشروع، الذي سيتم إنجازه على ثلاث مراحل ما بين 2010 و2021، في إطار تصور جديد يولي الأهمية الخاصة للتنمية المستدامة. كما يقوم المشروع، الذي سيتضمن إحداث 23 ألف مسكن، على مقاربة شمولية تسعى إلى حماية البيئة والنظام الإيكولوجي بالمنطقة.