كشف تقرير الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان الأخير، الذي أصدرته تزامنا مع اليوم العالمي للقضاء على الفقر، أن خارطة الفقر بالمغرب تشير إلى أنه أقل انتشارا في الدارالبيضاءوالرباط والمحمدية. وأضافت الرابطة، في تقريرها الذي حصلت «المساء» على نسخة منه، أن النسبة العامة لا يمكن أن تخفي بعض جيوب الفقر في هذا المحور، مشيرة إلى أنه في مدينة الدار البيضاء تضم منطقة الهراويين 22 في المائة من الفقراء، وأضافت أن الأمر نفسه يسري على منطقة مديونة وعين حرودة والمكانسة والنواصر. وفي السياق نفسه، أوضحت الهيئة الحقوقية نفسها أن الفقر يكاد يكون حالة عامة تعرفها مختلف الجهات والأقاليم رغم اختلاف النسب، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن نسبة الفقر في جهة سوس ماسة درعة تصل إلى 20 في المائة، لتتقدم جهة تانسيفت الحوز التي يصل فيها ذلك المعدل إلى 19.2 في المائة وهما نسبتان مفاجئتان بحسب نفس الهيئة بالنظر إلى الإمكانيات التي تتوفر عليها هاتان الجهتان، بحيث أن جهة سوس ماسة لها نشاط اقتصادي متنوع قاعدته الفلاحة والسياحة والصيد، لكن التوزيع الجغرافي للثروة بين الجماعات والعمالات سيء. في الوقت نفسه، أوضح المكتب التنفيذي للرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان أن ساكنة تانسيفت الحوز لم تستفد من الأنشطة الاقتصادية التي انتعشت فيها، فنسبة الفقر في مدينة مراكش وصلت إلى أزيد من 7 في المائة، بينما تصل حالات الهشاشة إلى ضعف ذلك، ويبدو الفقر صارخا أكثر في مدينة الصويرة بنسبة تزيد عن 29 في المائة ويتجلى من خلال خارطة الفقر أن أكثر من 80 في المائة من سكان جماعة سيدي علي بالراشيدية يعانون من الفقر. وخلص تقرير الهيئة نفسها إلى أن دائرة الفقر تتسع كلما تم الابتعاد عن محور الدار البيضاءالرباط والوسط، وأن هناك أزيد من 935 دوارا ومنطقة على مستوى 19 إقليما تعاني عزلة فادحة.