الاحتفال باليوم العالمي للقضاء على الفقر في 17 اكتوبر من كل سنة يحيل دائما على أرقام مخيفة سواء دوليا وكذلك وطنيا، ففي المغرب يعيش حوالي 15% من السكان تحت عتبة الفقر، كما يعيش 60% من الفقراء بالعالم القروي في الوقت الذي تتزايد فيه نسبة الفقر في المدن، ويمكن اعتبار 25% إجمالي السكان مهددين بالفقر في أية لحظة. وأوضح تصريح صحفي في هذا الصدد أن نسبة السكان الذين يعيشون تحت عتبة الفقر المطبق في المغرب قد انتقل من 6.6 بالمائة إلى 11.7 بالمائة في المناطق القروية تحديدا. وأضاف التصريح ذاته أن عدد الأسر المعوزة انتقل بدوره من 56.8% إلى 60.5% والمعدل الإجمالي للفقر على المستوى الوطني قد انتقل هو الآخر من 13,6 بالمائة إلى 22.1 بالمائة وذلك وفقا لنتائج البحث الوطني حول استهلاك ونفقات الأسر المغربية الذي أنجزته المندوبية السامية للتخطيط. وذكر أن الغني في المغرب يستهلك مادة الحليب 20 مرة أكثر من الفقير، ويزداد الأمر إمعانا عندما نكتشف أن 85% من دخل الفقراء يصرف في التغذية و 36% من دخل الأغنياء يتم صرفه في الخدمات والأسفار. وتشير خارطة الفقر في المغرب إلى صمود مفهوم المغرب غير النافع أمام التحولات التي عرفها المغرب، في الوقت الذي لم يساعد فيه غنى بعض الجهات والمدن على تقليص دائرة الفقر، فترتيب جهة سوس ماسة درعة الغنية بأنشطتها الفلاحية والسياحية وثروتها السمكية يبعث على الاندهاش، بل إن احراز مدينة مراكش الرتبة الأولى كوجهة سياحية بالمغرب لم ينعكس إيجابا على الفقراء في تلك المدينة فضلا عن ذلك تعاني الدارالبيضاء التي تبدو فيها دائرة الفقر طبقة من جيوب فقر واسعة وأكد أن خارطة الفقر تشير إلى أنه أقل انتشارا في الدارالبيضاءوالرباط والمحمدية، حيث يصل في كل منها على التوالي إلى 2.73% و 2.38% و 4.28% لكن في الدارالبيضاء تضم منطقة الهراويين 22% من الفقراء نفس الأمر يسري على منطقة مديونة وعين حرودة والمساكنة والنواصر. ويصل معدل الفقر في جهة سوس ماسة درعة إلى 20% لتتقدم جهة تانسيفت الحوز التي يصل فيها معدل الفقر إلى 19,2% ويبدو الفقر صارخا في مدينة الصويرة بنسبة 29.80% وأن أكثر من 80% من سكان جماعة سيدي علي بالراشيدية يعانون من الفقر، ووفق الإعلام على أنها أفقر جماعة بالمغرب للعزلة التي تعيشها تلك الجماعة في مدينة الراشدية وتصل فيها نسبة الفق إلى 29.5% لتنضم إلى كوكبة المدن الفقيرة، زاكورة شيشاوة وجرادة وتاوريرت وفكيك وورزازات ودائرة الفقر تتسع كلما ابتعدنا عن محور الدارالبيضاءالرباط والوسط، وهناك أزيد من 935 دوار ومنطقة منعزلة على مستوى 19 إقليما تعاني من عزلة فادحة. وفي هذا الصدد قال إدريس السدراوي رئيس الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان التي نظمت ندوة أول أمس الخميس 16 أكتوبر 2014 بالرباط في الموضوع أن التضخم بالمغرب ارتفع لما يقارب 2% طال ارتفاعا في أسعار السلع الاستهلاكية عامة والغذائية خاصة، موضحا في اتصال مع «العلم» أن أسعار الفاكهة ارتفعت ب 10% وارتفعت تكاليف التعليم بما يزيد عن 6% وزيادة أسعار الطاقة بعد زيادتها السنة الماضية بمقدار 27%. وأضاف السدراوي أن مشكل البطالة تفاقم ليصل إلى 10% وعدم قدرة الحكومة على توفير فرص عمل..