أشار تقرير الخمسينية أن السنوات الخمسين الأخيرة، عرفت عودة قوية للفقر، ولم يتراجع عدد الفقراء في واقع الأمر، حيث يعيش 4 ملايين من المغاربة تحت عتبة الفقر، 3ملايين تعيش في القرى، ومليون في المدن، فنسبة الفقر في الوسط القروي أكثر بثلاثة مرات نسبتها في الوسط الحضري، ويصل الإنفاق السنوي لهذه الشريحة إلى أقل من 3235 درهم بالوسط الحضري، و2989 درهم بالوسط القروي. وأضاف التقرير إلى أن 25 في المائة من المغاربة يعانون من ضعف اقتصادي كبير إذ يصل الإنفاق السنوي إلى أقل من 4500 درهم. وقد سجل معدل الفقر انخفاضا حيث انتقل من 56 في المائة بين سنتي 1959 و1960 إلى 13,7 في المائة اليوم حسب البحث الوطني حول مستوى عيش الأسر الذي أنجز ما بين 2000 و.2001 ويتضح أن الفقر بالمغرب مرتبط بالوسط القروي، حيث أكدت المندوبية السامية للتخطيط أن 600 جماعة من بين 1200 تعرف نسبة فقر أعلى من 20 في المائة. ويوجد بالمغرب 14,2 في المائة من الساكنة تحت عتبة الفقر، و3,17 في المائة تحت عتبة الهشاشة. وتمس ظاهرة الفقر أكثر الأطفال والنساء والشباب، إلا أن هناك هوة كبيرة بين الإنفاق بين الطبقات، حيث ينفق 10 في المائة من الطبقة الغنية ما يعادل 12 مرة ما ينفقه 10 في المائة من الطبقة الفقيرة. وأكد البنك الدولي أن الفقر المتزايد بين سنتي 1990 و1999 من 3,1 في المائة إلى 19 في المائة أي بنسبة 85 في المائة إلى النمو الضعيف للاقتصاد الوطني. من جهة ثانية أشار تقرير الخمسينية أن ضعف النفقات العمومية الموجهة لقطاعات الإنتاجية لم تساهم من التخفيف من الفقر والهشاشة. وقد أظهرت الدراسات المنجزة من طرف المندوبية السامية للتخطيط محدودية أثر هذه السياسات على تقليص الفوارق الاجتماعية والحد من الفقر. حيث إن النتائج المسجلة لا ترقى إلى المستوى المطلوب رغم أهمية الموارد المالية المعبأة لهذا الغرض. وأشارت المندوبية إلى أن الخمس الأكثر غنى ( 20 في المائة من الأسر) تستحوذ على أكثر من 40 في المائة من الدعم الغذائي وأكثر من 50 في المائة من دعم التعليم الثانوي والعالي. وعلى وجه التحديد، تتراوح حصة الخمس الأكثر غنى في الدعم الغذائي بين 2,40 في المائة بالنسبـة لدقيق القمــح الطري و 41,2 في المائة بالنسبة لدقيق السكر و48 في المائة بالنسبة لزيت المـائدة. وفي المقابـل، لا تتجاوز حصص الخمس الأكثــر عوزا 6,1 في المائة و 9,3 في المائة و 6,3 في المائة على التوالي. من ثم يظهر استفادة شريحة من حصة الأسد من الدعم على حساب شريحة أخرى. وفيما يخص حصة الخمس الأكثر غنى في الدعم المقدم للتربية والتكوين، فإنها تبلغ 16,8في المائة في السلك الأول، و30,7 في المائة في السلك الثـاني من التعليم الأساسي، و48,1 في المائة فــي الثانوي، و58,6 في المائة في العالي، في حين تنحصر حصة خمس الأسر الأكثر عوزا في 19,1 في المائة و 9,6 في المائة و4,8 في المائة و3,2 في المائة على التوالي.