أكد تقرير للرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان أن حوالي 15% من سكان المغرب يعانون الفقر، كما يعيش 60% من الفقراء بالعالم القروي، في الوقت الذي تتزايد نسبة الفقر في المدن. وأوضح التقرير نفسه أنه يمكن اعتبار 25% من إجمالي السكان مهددين بالفقر في أي لحظة، إذ أن حصة المواطن المغربي من الناتج الداخلي تعد ضعيفة للغاية، إذ لا تتجاوز 4550 دولارا في السنة، في حين أن المعدل العربي يفوق 6700 دولار للفرد سنويا، فيما يصل المعدل العالمي إلى أزيد من 9540 دولارا. وكشف التقرير الذي تم عرضه في ندوة صحفية عقدتها الرابطة بمدينة الرباط أن الفقر يكاد يكون حالة عامة، تعرفها مختلف الجهات والأقاليم رغم اختلاف النسب، فخارطة الفقر تشير إلى أنه أقل انتشارا في الدارالبيضاءوالرباط والمحمدية، حيث يصل في كل منها على التوالي إلى 2.73 في المائة و2.38 في المائة و4.28 في المائة، وهي وضعية ساهم فيها النشاط الاقتصادي الذي تركز في هذا المحور، لكن النسبة العامة لا يمكن أن تخفي بعض جيوب الفقر في هذا المحور، ففي الدارالبيضاء تضم منطقة الهراويين 22 في المائة من الفقراء، أي 1.4 مرة المتوسط الوطني و5.7 مرات متوسط جهة الدارالبيضاء، نفس الأمر يسري على منطقة مديونة وعين حرودة والمكانسة والنواصر. ويصل معدل الفقر في جهة سوس ماسة درعة إلى 20 في المائة، لتتقدم جهة تانسيفت، الحوز التي يصل فيها ذلك المعدل إلى 19.2 في المائة. نسبتان مفاجئتان بالنظر إلى الإمكانيات التي تتوفر عليها الجهتان، فجهة سوس ماسة لها نشاط اقتصادي متنوع قاعدته الفلاحة والسياحة والصيد، لكن التوزيع الجغرافي للثروة بين الجماعات والعمالات سيء، في نفس الوقت، لم تستفد ساكنة تانسيفت الحوز من الأنشطة الاقتصادية التي انتعشت فيها، فنسبة الفقر في مدينة مراكش وصلت إلى 7.91 في المائة، بينما تصل حالات الهشاشة إلى ضعف ذلك، ويبدو الفقر صارخا أكثر في مدينة الصويرة بنسبة 29.80 في المائة. ويتجلى من خلال خارطة الفقر أن أكثر من 80 في المائة من سكان جماعة سيدي علي بالرشيدية يعانون من الفقر، ووقف الاهتمام الإعلامي بأفقر جماعة في المغرب بعد ذلك، على درجة العزلة التي تعيشها تلك الجماعة في مدينة الرشيدية التي تصل فيها نسبة الفقر إلى 29.5 في المائة، لتنضم إلى كوكبة المدن الفقيرة، مثل زاكورة وشيشاوة وجرادة وتاوريرت وفكيك وورزازات، كما أن دائرة الفقر تتسع كلما ابتعدنا عن محور الدارالبيضاءالرباط والوسط وهناك أزيد من 935 دوارا ومنطقة منعزلة في 19 إقليما، تعاني من عزلة فادحة. كما أن نسبة السكان الذين يعيشون تحت عتبة الفقر المطلق بالمغرب، حسب التقرير نفسه، انتقلت من 6،6 بالمائة إلى 11،7 بالمائة داخل المناطق القروية، وانتقل عدد الأسر المعوزة بدوره من 56،8 بالمائة إلى 60،5 بالمائة، أما المعدل الإجمالي للفقر على المستوى الوطني فقد انتقل هو الآخر من 13،6 بالمائة إلى 22،1 بالمائة.