يعيش مالكو قوارب الصيد ومئات الصيادين بمواني الجديدة والجرف الأصفر حالة من التذمر الشديد بسبب توقف الوحدة الوحيدة التي كانت تُنتج منذ سنوات الثلوج المستعملة في عملية تبريد الأسماك والحفاظ عليها من التلف، سواء داخل أعالي البحار أو أثناء نقلها من الموانئ إلى أسواق استهلاك السمك بمختلف المدن المغربية. وحسب مصدر جيد الاطلاع، فإن سبب توقف الوحدة عن إنتاج الثلوج يرجع بالأساس إلى المشاكل المادية التي تعيشها، والتي بلغت حد عدم قدرتها على أداء فواتير الماء والكهرباء، مما أدى إلى سحب العدادات منها من طرف وكالة توزيع الماء والكهرباء، إضافة إلى تآكل جزء كبير من المعدات التي تتوفر عليها الوحدة لإنتاج الثلوج. وما زاد المشكل تفاقما يُضيف المصدر نفسه، تأخر إحدى الشركات التي فازت بصفقة جديدة لإنتاج الثلوج بكل من ميناء الجرف الأصفر الضخم وميناء الجديدة، والتي تعهدت بإنتاج حوالي 50 طنا في اليوم، حسب دفاتر التحملات المتفق عليها. إلا أن صعوبة توفير المعدات وآلات التبريد القادرة على إنتاج هذه الكميات، جعلت الشركة التي فازت بهذه الصفقة تجد نفسها في وضع جد حرج، نظرا إلى صعوبة توفير الموارد المالية الضخمة اللازمة لجلب هذه المعدات والآليات من الخارج. الأمر الذي يطرح السؤال، حسب المصدر ذاته حول الكيفية التي تمت بها عملية تفويت صفقة تدبير وإنتاج الثلوج بموانئ الجديدة. وقال المصدر نفسه إن أرباب المراكب ومالكي شاحنات نقل الأسماك غاضبون جدا من الوكالة الوطنية للموانئ المسؤولة عن توفير كميات الثلج الكافية لضمان الحفاظ على طراوة الأسماك، وضمان نقلها عبر الشاحنات في ظروف جيدة خاصة المتوجهة منها إلى المناطق البعيدة. وأضاف المصدر ذاته أن الصيادين ومالكي مراكب الصيد يستعدون للاحتجاج خلال الأيام المقبلة للضغط على المسؤولين بالوكالة الوطنية للموانئ من أجل الالتزام بتعهداتهم وتوفير الكميات اللازمة من هذه المادة الحيوية بالنسبة إليهم.