تم نهاية الأسبوع الماضي بميناء الدارالبيضاء، التخلص من عشرات الأطنان من الأسماك، بعدما تعذر على الصيادين إيجاد الثلج لصيانة الأسماك التي جلبتها مراكب الصيد من مختلف المدن الساحلية، خاصة الجنوبية كأكادير والعيون والداخلة. وحسب مصادر من داخل الميناء، فإن أصحاب مراكب الصيد «الباركوات» اضطروا إلى إتلاف الأسماك بسبب انعدام وجود الثلج لأن الممون الوحيد الذي كان يوفره بالميناء بثمن 3 دراهم، اختار التوجه إلى سوق الجملة الجديد بسيدي عثمان ليبيعه بضعف الثمن. وأكدت نفس المصادر أن عددا من أصحاب مراكب الصيد قد فضلوا التبرع بأطنان الأسماك المتنوعة إلى الخيريات بعد تعذر الاحتفاظ بها لأوقات أطول، إلا أن الطبيب البيطري رفض ذلك، معللا رفضه بعدم وجود الثلج لحماية السمك من التلف، وهو ما اضطر معه الصيادون إلى تفريغ حمولاتهم في عرض البحر. وقد عزا متتبعون هذا المشكل الى نقص أو انعدام الثلج بالميناء للاحتكار الذي كان ممارسا من قبل إحدى الشركات التي اختار صاحبها التوجه إلى سوق الجملة الجديد بسيدي عثمان لأن الأرباح مضاعفة هناك، وترك صيادي الميناء و مراكب صيدهم حائرين في كيفية تدبير الثلج لصيانة محاصيل ليال من الإبحار في عرض الشواطئ المغربية، الشيء الذي خلف نتائج خطيرة، ويهدد مستقبل الصيد البحري بالدارالبيضاء بشكل مباشر، خاصة وأن الأسماك الطرية لا يمكنها الصمود والحفاظ على جودتها دون ثلج لأزيد من ساعات قليلة. وقد تكبد أصحاب مراكب الصيد في هاته العملية خسائر مالية مهمة، قد تنجم عنها تبعات كبرى لدى البعض خاصة وأن الأمر يتعلق بالصيد الساحلي، أي المستوى المتوسط بين صيد القوارب، وبين المراكب الكبرى للصيد في أعالي البحار المجهزة بقاعات التبريد الخاصة بها. مشكل الثلج هذا يعيد إلى الواجهة كيفية إنشاء سوق الجملة الجديد للسمك بسيدي عثمان، ومدى ملاءمته لمتطلبات السوق البيضاوي، خاصة في ما يتعلق بالتجهيزات المهمة كالصيانة والتبريد. وهو ما كان يفرض إنشاء مجموعة من الشركات الخاصة بإنتاج الثلج الذي يعتبر من أهم مراحل الحفاظ على جودة وطراوة الأسماك قبل وخلال تقديمها للمستهلك.