يبدو أن الدورة الثالث عشرة من دوري الدرجة الأولى من دوري الصفوة، لا تخلو من التشويق والمتابعة، بالنظر إلى حجم المباريات التي ستجمع بين أندية توجد في أوضاع متباينة، إذ من المتوقع أن تشهد هذه المواجهات صراعا قويا بين المتنافسين، سيبحث من خلاله كل طرف عن إنهاء المباراة بسلام وكسب الرهان لبلوغ متمنياته. وتستأثر المباراة التي سيحل فيها الدفاع الحسني الجديدي متصدر الدوري، ضيفا على منافسه شباب المسيرة المهموم بمركز المؤخرة، باهتمام بالغ من طرف المهتمين بشؤون كرة القدم الوطنية، ذلك أن الفريق الزائر سيسعى إلى العودة بنقط اللقاء، للحفاظ على زعامته، بينما سيتطلع الفريق المحلي إلى إغناء رصيده بثلاث نقط للانفلات من أماكن الخطر، وهي مهمة تبدو صعبة بالنسبة للشباب، بالنظر إلى قوة المنافس وغياب بعض العناصر الأساسية عن اللقاء مثل رضا سقيم وسيلا والسباعي والوهابي لدواع مختلفة، لكن ذلك لا يعني أن عناصر حسن بنعبيشة ستستسلم أمام هذه الإكراهات، بل هناك رغبة لدى باقي اللاعبين لخلق متاعب للدفاع والفوز في المباراة. وسيكون الرجاء على موعد لا يقل صعوبة عن مباراة الدفاع والشباب، وذلك حينما سيرحل إلى الخميسات لمواجهة الاتحاد المحلي، المهموم بدوره بسوء النتائج ووجوده في موقع غير مريح، وهي مباراة صعبة للغاية بالنسبة للطرفين، كون الفريق الزائر سيكون أمام خيار واحد يتمثل في العودة بالفوز، إن أراد البقاء ضمن دائرة الأقوياء، بينما سيجد الاتحاد نفسه، مضطرا إلى كسب اللقاء، لربح بعض المراكز في الترتيب، والابتعاد عن مناطق الخطر، وهي معطيات من شأنها أن ترفع من إيقاع المواجهة وتضفي طابع القوة والاندفاع على مجرياتها. ويستضيف الجيش الملكي منافسه حسنية أكادير، في لقاء سيسعى بموجبه، الفريق العسكري إلى تأكيد صحوته، والتخلص من آثار الضغط الذي باتت تشكله النتائج المتواضعة التي حققها الفريق منذ بداية الدوري، بينما سيحل الفريق السوسي بالعاصمة الرباط، وآماله معقودة على خلق مشاكل كبيرة للفريق المحلي، خاصة وأن زملاء خالد السباعي عودوا الجميع على تقديم عروض قوية وطيبة أمام الأندية الكبرى وبقواعدها، وهو ما من شأنه أن يعطي للمواجهة طابع القوة والاندفاع. ويحظى الديربي الثاني للعاصمة الرباط، الذي سيجمع الجمعية السلاوية بمنافسه الفتح الرباطي، باهتمام متتبعي الدوري، بالنظر إلى الخصوصيات التي تطبعه، خاصة وأنه يأتي في ظروف صعبة يعيشها الفريقان، إذ سيحاول الفريق المحلي العودة إلى النتائج المرضية، واستدراك ما ضاع منه في اللقاءات الأخيرة التي اكتفى من خلالها بإحراز العديد من التعادلات، والتي خلقت نوعا من القلق لدى عشاق الجمعية خوفا من تراجع النادي إلى مواقع غير مطمئنة، بينما سيرى الفريق الزائر في اللقاء فرصة للرفع من رصيده من النقط والتقدم إلى مراكز وسط الترتيب، كما سيقوي من درجة التنافس في هذه المباراة، كون فوز الفتح على الجمعية سيحسن من موقع الفتح في الترتيب، وسيرمي بالجمعية إلى مناطق الخطر. ويبدو أن المباراة التي سيحل فيها النادي القنيطري ضيفا على أولمبيك أسفي، تولى باهتمام بالغ من طرف الفريقين، بالنظر إلى موقعهما في سبورة الترتيب، إذ ستؤدي خسارة أي طرف منهما إلى التراجع بشكل مخيف إلى الذيل، ما سيعطي للقاء طابع الندية والتشويق، خاصة وأن الفريق المحلي سيحاول استغلال عامل الأرض والجمهور لإنهاء المواجهة لصالحه، وتعميق جراح «الكاك»، بينما سيكون الفريق الزائر مضطرا إلى بذل جهد إضافي للعودة بأقل الخسائر. وتبقى مباراة المغرب الفاسي ومنافسه الكوكب المراكشي، من أقوى لقاءات هذه الدورة، لأن الفريقين يقدمان عروضا طيبة، و يتوفران على لاعبين ممتازين، كما أن الفريقين يسعيان إلى لعب أدوار طلائعية، إذ يصعب التكهن بنتيجة هذا اللقاء بالنظر إلى العديد من الاعتبارات. وسيكون الوداد الفاسي على موعد مع رحلة شاقة وصعبة للغاية، ستقوده إلى خريبكة لمواجهة الأولمبيك المحلي، في مباراة لا تقل أهمية عن باقي اللقاءات الأخرى، بيد أن الفريق المحلي سيسعى إلى استدراك مخلفات الهزيمة التي تلقاها في مباراته مع النادي القنيطري، كما أن الفريق الزائر سيحل بعاصمة الفوسفاط، وآماله كبيرة في بلوغ مرمى المحليين، وهي معطيات بوسعها أن تخلق من المواجهة فضاء للقوة والاندفاع.