تغلب أهمية الديربي 107 بين الرجاء والوداد، على اهتمامات عشاق كرة القدم بباقي مباريات الدورة الثانية عشرة من دوري الدرجة الأولى من دوري الصفوة، بالنظر إلى الحجم الكبير من متتبعي ومشاهدي هذه المباراة التي تحظى أجواؤها بإعجاب الشارع الرياضي الوطني. وتضم هذه الدورة كذلك لقاءات لا تخلو من أهمية، على غرار مواجهة المغرب التطواني والمغرب الفاسي، واستضافة الدفاع الحسني الجديدي للفتح، فضلا عن ديربي العاصمة الرباط بين الجيش والجمعية السلاوية. فالعاصمة تعيش الاقتصادية الدارالبيضاء، على إيقاع أجواء الديربي الذي سيجمع الرجاء بغريمه الوداد، في ظروف متباينة بين الطرفين، حيث ينتعش الوداد بأفراح النتائج المحصل عليها، والتي قادته إلى احتلال صدارة الدوري، بينما يشكو الرجاء من عدم الثقة، جراء ما تعرض له لاعبوه من انتقادات، احتجاجا على تواضع مردودهم الفني وفشلهم في إحراز نتائج مرضية، وهي معطيات يرفض المهتمون بقضايا هذا الكلاسيكو الارتكاز على مضامينها ضمن المعادلات، من منطلق أن للديربي طقوسا خاصة وأجواء تتحكم في تركيز لاعبي الفريقين، ويصعب معها ترجيح كفة طرف على آخر كيفما كانت الظروف، وكيفما كانت استعدادات الفريقين، وبذلك يتوقع عشاق هذا العرس الكروي أن يتحول مركب محمد الخامس إلى فضاء للتشويق والاستمتاع. ويحتضن مجمع مولاي عبد الله بالرباط، ديربي العاصمة الذي سيحل فيه الجمعية السلاوية ضيفا على منافسه الجيش، في أجواء تخلو من الحماس والتشويق، وزاد من ركود هذا الحماس كون المباراة تأتي في ظروف خاصة، يعيش من خلالها الفريق العسكري أسوأ أيامه بعد حصوله على نتائج مخيبة للآمال، كما يعرف الفريق السلاوي تراجعا في نتائجه بعد فشله في إحراز الفوز في مباريات عدة. وتعتبر هذه المباراة هامة للطرفين، إذ ستشكل نتيجتها منعطفا للفريق الفائز وتزيد من درجة الضغط الذي يخضع له مدربه، بينما ستتأزم أوضاع الفريق المنهزم وستتعقد أمور مدربه، وهي معطيات من شأنها أن ترفع من إيقاع اللقاء وتميزه بالقوة والاندفاع. وسيكون الفتح الجريح بهزيمة الدورة المنصرمة، على موعد مع رحلة شاقة ستقوده إلى الجديدة لمواجهة الدفاع وصيف متزعم البطولة، في مباراة يبدو أنها صعبة للغاية بالنسبة للزوار، خاصة وأن الفريق المحلي سيسعى من خلالها إلى استدراك ما ضاع منه، حينما اكتفى بإحراز التعادل في المباراتين الأخيرتين، خوفا من تضييع المزيد من النقط، خاصة وأنه يضع مباراة الديربي في حساباته، لكن رغم هذه المعادلات، فمهمة الدفاع لن تكون سهلة، فالفريق الزائر سيأتي إلى الجديدة وكله إصرار على العودة بأقل الخسائر، حتى لا تتضرر أوضاعه بشكل مخيف. ويحتضن ملعب سانية الرمل، إحدى أقوى مباريات هذه الدورة، حينما سيحط المغرب الفاسي المنتعش بفوزه على الرجاء، الرحال بتطوان لمواجهة المغرب المحلي، الذي يبدو أنه عازم على تضييق الخناق على الأندية الكبرى، ولعب أدوار طلائعية، خاصة أنه يخطو بثبات صوب المقدمة والذي لا تفصله عنها سوى 7 نقط، إذ سيحاول الفريق المحلي استغلال استضافته ل«الماص» بقواعده، للكسب الرهان وإغناء رصيده بنقط تضعه في موقع مريح، كما أن المغرب الفاسي يتطلع إلى العودة بالفوز لتأكيد صحوته، بعدما أكد لاعبوه أن فوزهم على الرجاء يعد الانطلاقة الحقيقية للفريق الفاسي. ويبدو أن الفرصة ستكون مواتية للكوكب للاقتراب أكثر من فرق الريادة، حينما سيستضيف منافسه شباب المسيرة، في مباراة يرجح المهتمون بشؤون الدوري الوطني كفتها للفريق المحلي، لكن المنطق يفرض رؤية أخرى، خاصة وأن الفريق الصحراوي عود الجميع منذ مجيء حسن بنعبيشة للإشراف على إدارته الفنية، على تقديم عروض مرضية وخلق المتاعب للأندية الكبرى وبقواعدها، من المتوقع أن يشكل فريق الشباب خصما قويا للمحليين، سعيا منه إلى العودة بنتيجة مرضية تقيه شر المراكز الأخيرة، لكن مهام بنعبيشة لن تكون سهلة، رغم أنه على اطلاع كبير على الوضع الفني للكوكب، خاصة أنه أشرف على تدريبه في الموسم المنصرم.ويرحل أولمبيك أسفي وأولمبيك خريبكة على التوالي إلى أكادير والقنيطرة، لمواجهة الحسنية و«الكاك»، في مباراتين يصعب التكهن بنتيجتيهما، بالنظر لعدم استقرار مردود هذه الأندية، مع امتياز للفريق السوسي في مباراته مع الفريق المسفيوي الذي استرجع بعض مقوماته، والذي سيشكل بعض المتاعب لمستضيفه، كما أن النادي القنيطري سيكون مجبرا على كسب اللقاء، إن أراد تهدئة أوضاعه.