سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مسن يؤسس جمعية ل«احتضان» 350 ألف متطوع مغربي في المسيرة الخضراء مشاركون في المسيرة الخضراء يطالبون بالتغطية الصحية والتعويض والسلطات تتهمهم بالنصب والاحتيال
طلب وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بفاس من بوشتى بوري، رئيس أول جمعية يؤسسها المشاركون في المسيرة الخضراء، المثول أمام المحكمة يوم الثلاثاء القادم، وذلك بعدما تم الاستماع إليه يوم الأربعاء الماضي بناء على شكوك تقول السلطات الإدارية إنها تتعلق بالنصب والاحتيال على عدد من المتطوعين في هذه المسيرة التي قرر الراحل الحسن الثاني تنظيمها في 6 نونبر من سنة 1975 لاسترجاع ما تبقى من المناطق الجنوبية المغربية التي كانت تحتلها في تلك الفترة إسبانيا. وينفي رئيس «الجمعية الحسنية لمتطوعي المسيرة الخضراء» أي تورط له في مثل هذه الاتهامات، موردا بأن رجل سلطة بجماعته القروية بضواحي مولاي يعقوب هو الذي يقف وراء صنع محنته بعدما رفض الرضوخ لضغوطاته. وكانت عناصر تابعة للشرطة القضائية بولاية أمن فاس قد استمعت في محضر رسمي إلى بوشتى بوري، رئيس جمعية المشاركين في المسيرة الخضراء، وذلك يوم الأربعاء الماضي. وضمن الملف نفسه تم الاستماع إلى شهادات حوالي 4 أشخاص قدموا من برشيد للانخراط في هذه الجمعية. وعمد قائد قيادة مكس بضواحي عمالة مولاي يعقوب إلى توجيه استدعاء إلى رئيس هذه الجمعية، بمبرر ضرورة نقله إلى العمالة لحضور اجتماع طارئ. وحل بمكتبه، قبل أن يتعرض لنقله على متن «صطافيط» لولاية أمن فاس للتحقيق معه بتهمة النصب والاحتيال. وقال بوشتى بوري، البالغ من العمر حوالي 60 سنة، إن هذه الجمعية التي يترأسها والتي أسست في 12 غشت 2008، ترمي إلى جمع شمل متطوعي المسيرة الخضراء وإحياء صلة الرحم بينهم وترسيخ المسيرة الخضراء في ذاكرة الأجيال، والمطالبة بالتغطية الصحية والتعويض. وأضاف: «لقد ضحينا من أجل الوطن، ونريد ألا ينسانا». وبالرغم من أن هذه الجمعية لم يمض على تاريخ تأسيسها إلا حوالي 16 شهرا، فإن عدد المنخرطين فيها وصل إلى ما يناهز 6000 منخرط، ويرتقب أن تمنح عضويتها، في غضون الأشهر المقبلة، لحوالي 5600 عضو آخر. وتصل تكلفة الانخراط في هذه الجمعية إلى 144 درهما، ويحصل بموجبها المنخرط على بطاقة تحمل ألوان العلم الوطني، وتتضمن عبارات تطلب من مختلف الإدارات تسهيل المأمورية لحاملها. ووصلت ميزانية الجمعية إلى ما يناهز 60 مليون سنتيم. ويشير رئيس الجمعية إلى أن هذه المعطيات هي التي دفعت بعض رجال السلطة إلى ممارسة الضغوطات عليه. وتناول جزء من تحقيق وكيل الملك مع رئيس الجمعية جانب ماليتها، وطلب منه مد الهيئة القضائية بكشوفات دقيقة وموثقة حول الحساب البنكي للجمعية. وقال هذا الرئيس إن السلطات القضائية قد توصلت بكل هذه الملفات دون أن تجد فيها ما يبعث على الشك. وقد سبق للسلطات الإدارية بجماعة مكس أن اعتقلت رئيس هذه الجمعية في شهر مارس الماضي بتهمة السب والقذف في حق رجل سلطة، وقرر وكيل الملك إخلاء سبيله بعد تقديمه للمحاكمة. وتحدث بوشتى بوري عن مداهمة مقر جمعيته في إحدى ليالي شهر غشت الماضي، حيث عمد المداهمون إلى نزع «بلاكة» تتضمن راية المغرب وصورة للملك. وقد سبق للسلطات أن أخبرت مكتب الجمعية بأن تعليق مثل هذه «البلاكة» يحتاج إلى ترخيص. وخلدت هذه الجمعية أول نشاط لها يوم 6 نونبر الماضي، وهو تاريخ احتفال المغاربة بذكرى المسيرة الخضراء. وقامت بتنظيم زيارة إلى ضريح محمد الخامس بالرباط شارك فيها ما يقرب من 70 متطوعا، دون أن تحصل على ترخيص بسبب ما سماه رئيس الجمعية ب«مراوغات» كل من سلطات ولاية جهة فاس بولمان وعمالة مولاي يعقوب.