غارس غيثة بعد انتهاء عطلة عيد الأضحى، وبعد ركود شهدته مختلف الأسواق بالمغرب. عاد سوق (شطيبة) بالدار البيضاء الواقع في حي مولاي العربي العلوي، بمنطقة سيدي عثمان، لصخبه ونشاطه المعهودين. إذ شرع أصحاب المحلات التجارية والدكاكين في فتح أروقتهم فيما استعاد الباعة المتجولون (الفراشة) نشاطهم المألوف. في جولة في سوق (شطيبة) بالبيضاء، يتراءى لك «الفراشة» وهم يعرضون بضاعتهم على طاولات خشبية أو على أفرشة بلاستيكية. وجوهٌ جديدة أخذت مكانها داخل السوق لعرض سلعها وغالبا ما تكون مرتبطة بهذه الفترة من السنة التي تتزامن مع بداية الموسم الدراسي. شباب لم يفوتوا على أنفسهم فرصة عرض سلعهم في هذا السوق الشهير ببيع الكتب المستعملة، حيث وضعوا هم أيضا طاولات بها كتب قديمة وأخرى جديدة فضلا عن باقي اللوازم المدرسية، فيما اختار آخرون عرض محفظات مدرسية ووزرات للذكور والإناث. وفي تصريح أدلى به عمر (طالب جامعي)، فإنه اعتاد المجيء لسوق «شطيبة» في نفس الفترة من كل سنة، كي يدخر بعض النقود التي قد تساعده على تحمل تكاليف الدراسة. السوق أيضا يضم عددا لابأس به من بائعي الخضر والفواكه الذين يصطفون في مكان مخصص لهم بعرباتهم التي يجرونها بواسطة حمير. ورغم حرص الباعة المتجولين على احترام أمكنتهم داخل السوق، فإنه بحسب التصريحات التي استقتها «المساء» فإن العديد من الظواهر السلبية لا زال السوق يتخبط فيها ويكتوي بنارها الباعة أنفسهم قبل السكان والزبائن، وأبرز الظواهر المنتشرة في السوق، والتي يشتكي منها الباعة، ترويج المخدرات وانتشار السرقة بالسلاح الأبيض في واضحة النهار، مما يجعل السوق مكانا غير آمن، الشيء الذي يدفع ثمنه الباعة والتلاميذ الذين يدرسون بمؤسسات تعليمية تقع على مقربة منه. من جهة أخرى، فالرواج الذي يشهده سوق (شطيبة) على مدار السنة يقلق راحة سكان المنطقة الذين ملَّوا من وضع شكاياتهم في الموضوع لدى الجهات المسؤولة، فهم يرفضون الضجيج الذي صار يطبع حياتهم اليومية، ويستنكرون تجاهل الجهات المسؤولة لمطالبهم بتخصيص أماكن محددة داخل السوق، بدل استمرار الباعة باحتلال الشوارع.