فرقت قوات الأمن أمس، أمام مقر البرلمان بالرباط والشوارع المحيطة به، مئات المعطلين الذين كانوا يريدون القيام بمسيرة احتجاجا على عدم تعامل الحكومة مع ملفاتهم المطلبية. وقد انطلق المعطلون، المنضوون في عدة مجموعات، في وقت مبكر من صبيحة أمس من مختلف الشوارع المؤدية إلى قلب العاصمة حيث مقر البرلمان، في مسيرات صغيرة وفرعية بهدف التجمع أمام البرلمان في مسيرة عريضة، رافعين شعارات منددة بالتماطل الحكومي في تسوية ملفهم وإدماجهم في سلك الوظيفة العمومية. وتعرض عدد من المعطلين لجروح خلال التدخل الأمني فيما أغمي على بعضهم الآخر من بينهم نساء، نقلوا إلى المستشفى على متن سيارة إسعاف. وقدرت مصادر من المعطلين عدد المصابين بأربعين شخصا. وقال عبد الرحيم مومني، نائب الكاتب العام للتجمع المغربي للأطر العليا المعطلة ل«المساء» إن الاحتجاجات جاءت تنديدا بتراجع الحكومة عن التزاماتها السابقة تجاه المعطلين في جلسات سابقة للحوار بينهم وبين مسؤولي الوزارة الأولى، حيث تم الالتزام بتخصيص نسبة 10 في المائة من الميزانية العامة لهذه السنة من أجل تشغيلهم. وقال مومني إنه بعد المصادقة على الميزانية في البرلمان بغرفتيه هذا الأسبوع «لاحظنا عدم الاهتمام بملف المعطلين مما جعلنا نتخوف من التماطل». وقد حاصرت قوات التدخل السريع والأمن العمومي المعطلين المحتجين أمس من مختلف المداخل المؤدية إلى ساحة البرلمان، وانهالوا بالضرب على المحتجين بالهراوات لتفريقهم، وعمت شارع محمد الخامس والساحة المقابلة للبرلمان حالة من الهيجان بسبب التصادم الذي حصل بين قوات الأمن والمعطلين، الذين كانوا يحاولون الإفلات من الهراوات والتسلل بين الأزقة.