لم يقو المنتخب الوطني لكرة القدم على تحقيق الفوز في ثاني مبارياته الودية، واكتفى بتعادل مخيب بهدف لمثله أمام المنتخب الغيني في المباراة التي جمعت بينهما أول أمس الإثنين بملعب أدرار بأكادير. وبعث المنتخب الوطني الشك في النفوس، وأثار العديد من علامات الاستفهام، خصوصا أن الأداء الذي قدمه لم يرق إلى مستوى التطلعات. وكان المنتخب الغيني المنتشي بفوزه على الجزائر بهدفين لواحد سباقا إلى التهديف في الدقيقة 20 بواسطة لاعبه ياتارا إثر مرتد هجومي خاطف، قبل أن يدرك «الأسود» التعادل دقيقتين بعد ذلك من ضربة جزاء أحرزها بدر القادوري. ودفع الزاكي بالحارس ياسين بونو بدلا من منير المحمدي، كما أشرك عاطف شحشوح بدلا من يوسف العربي، واحتفظ بنبيل درار في كرسي الاحتياط، وأشرك عمر القادوري أساسيا. ورغم أن المنتخب الوطني حاول أن يرمي بثقله منذ بداية المباراة، وكان قريبا من التهديف أكثر من مرة، إلا أن أداءه سرعان ما تراجع، بينما بدا المنتخب الغيني بقيادة مدربه الفرنسي لويس فيرنانديز منظما، رغم أن ستة لاعبين من الذين شاركوا في المباراة الودية أمام الجزائر تم الاحتفاظ بهم في كرسي الاحتياط، إذ منح المدرب الفرنسي الفرصة للاعبين آخرين لاختبار قدراتهم، وبينهم عمر ديوب اللاعب السابق للرجاء وشباب الحسيمة، والذي وجه له فيرنانديز الدعوة رغم أنه بدون فريق. وبينما انتظر الجمهور المغربي أن تشكل المباراة أمام غينيا فرصة لتصحيح أخطاء مباراة الكوت ديفوار التي انتهت بهزيمة «الأسود» بهدف لصفر، إلا أنها كرست نفس الأخطاء. وتكررت نفس أخطاء الرقابة الدفاعية التي وقعت في مباراة الكوت ديفوار، وخصوصا أثناء تنفيذ الضربات الثابتة، كما أن الظهيرين شفيق بوفال وأشرف لزعر لم يساندا الهجوم كثيرا، ولم يقوما بتمريرات لمربع العمليات، بينما ظل وسط الميدان على حاله، إذ أن منير عوبادي وكريم الأحمدي لم يسترجعا كرات من المنتخب الغيني، في وقت بدا فيه عاطف شحشوح معزولا في خط الهجوم، دون قدرة على إزعاج دفاع المنتخب الغيني، ذلك أن التهديد الحقيقي كان يأتي أما بواسطة زياش أو القادوري أو برادة. وأجرى الزاكي تغييرات في الجولة الثانية، وانتقل الأداء من 4/2/3/1 إلى 4/4/2، إذ اعتمد في خط الهجوم على كل من محسن ياجور وعبد الرزاق حمد الله، الأمر الذي سمح للمنتخب الوطني بخلق بعض فرص التسجيل التي افتقدت للمسة الأخيرة، وكان بمقدورها أن تمنح التفوق للمنتخب الوطني. ورغم أن بادو الزاكي، اعترف بأن المنتخب الوطني لم يخلق فرصا عديدة للتسجيل، كما كان عليه الأمر في المباراة الودية الأولى أمام الكوت ديفوار، إلا أنه قال إن المنتخب الوطني كان أفضل من المنتخب الغيني، مشيرا إلى أنه يسير في الاتجاه الصحيح، وأن المباريات الودية فرصة لتصحيح الأخطاء، وأن الأساسي هو تحقيق الانتصارات في المباريات الرسمية. أما مدرب المنتخب الغيني لويس فيرنانديز، فاعتبر المباراة أمام المغرب مهمة بالنسبة له، مشيرا إلى أن التعادل نتيجة ليست سيئة أمام هذا المنتخب. وتابع:» أن نفوز على الجزائر، ثم نتعادل أمام المغرب، هذا أمر مهم بالنسبة للمنتخب الغيني الذي يوجد في مرحلة إعادة البناء بعد أن كان قد مر من مرحلة فراغ» كواليس المباراة مستور لم يمنح بادو الزاكي، الفرصة لهاشم مستور لاعب مالقا الإسباني للمشاركة في مباراة غينيا الودية، رغم أن كثيرين انتظروا أن يدفع به في الجولة الثانية من المباراة. وإذا كان خرجة لم يتم الاعتماد عليه بسبب إصابة يعاني منها، فإن مستور كان اللاعب الوحيد الذي يمارس خارج المغرب الذي لم تمنحه فرصة المشاركة في أي من المباراتين الوديتين، سواء أمام الكوت ديفوار أو غينيا. تسخينات رغم أن عداد مباراة المنتخب الوطني أمام غينيا كان يشير إلى الدقيقة 89، فإن اللاعبين محمد أبرهون(المغرب التطواني) ومروان سعدان(الفتح الرباطي)، واصلا حركاتهما الإحمائية، قبل أن يعلن الحكم عن نهاية المباراة. غامبيا وقع مذيع ملعب مباراة المنتخب الوطني وغينيا في خطأ عندما ذكر منتخب غامبيا، بدل غينيا، وهو الأمر الذي تكرر مرتين، قبل أن يتدارك الأمر في المرة الثالثة ويؤكد أن الأمر يتعلق بالمنتخب الغيني. أحد الظرفاء علق قائلا:» الحمد لله أن لاعبي المنتخب الغيني لا يتحدثون العربية، لو كان الأمر كذلك لكنا أمام واقعة ديبلوماسية».. نرفزة بدا بادو الزاكي، مدرب المنتخب الوطني منفعلا وهو يجيب على أسئلة بعض الصحفيين في الندوة الصحفية التي أعقبت المباراة. الزاكي لم يستسغ بعض الأسئلة التي وجهت له فرد عليها بانفعال. لقجع بعد نهاية مباراة المنتخب الوطني وغينيا التحق فوزي لقجع رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم بمستودع ملابس المنتخب الوطني، وتحدث مطولا إلى اللاعبين، داعيا إياهم إلى بذل مجهود كبيرا، ومعلنا مساندته لهم وللطاقم التقني، معتبرا المباريات الودية فرصة لتصحيح الأخطاء. جمهور لم يحضر الجمهور بكثافة للمباراة الودية التي جمعت «الأسود» بغينيا، وبقيت عدة أماكن في المدرجات فارغة. ولم يرق الحضور الجماهيري إلى مستوى ما كان عليه في مباراة الكوت ديفوار. وربط متتبعون ضعف الحضور الجماهيري بتراجع أداء «الأسود». الزاكي: من يركب البحر لا يخشى من الغرق قال إنه يسير بثبات وأنه واثق من قدرته على حيازة كأس افريقيا رفض الناخب الوطني الزاكي بادو التشكيك في مستوى العناصر الوطنية خلال المباراة الإعدادية الثانية أمام منتخب غينيا والتي انتهت بنتيجة التعادل الإيجابي هدف لمثله، مؤكدا أن المنتخب الوطني بصم على مباراة في المستوى رغم فشله في الخروج بنتيجة إيجابية. وقال الزاكي بادو في الندوة الصحفية التي أعقبت المباراة، أن منتخب غينيا لعب بخطة دفاعية وظل يبحث طيلة مجريات المباراة عن الحملات المضادة ويتربص بأخطاء العناصر الوطنية. وأشار الناخب الوطني إلى أن الفريق يسير بثبات نحو تحقيق الهدف الأول لمشروعه مع المنتخب الوطني والمتمثل في التتويج بلقب النسخة المقبلة من نهائيات كأس أمم إفريقيا. وعبر الزاكي بادو عن ثقته في العناصر الحالية وقدرتها على قيادة المنتخب الوطني لتحقيق نتائج إيجابية سواء في تصفيات كاس أفريقيا أو كأس العالم. - كيف تفسر تراجع مستوى العناصر الوطنية أمام غينيا؟ لا أتفق مع من يقول أن هناك تراجع في مستوى العناصر الوطنية في المباراة أمام غينيا، باعتبار أن هذه المباراة تعتبر الثانية لنا في أقل من ثلاث أيام، ولا يمكن لي بتاتا أن ألقي اللوم على اللاعبين، مادام أنهم بصموا على مباراة في المستوى ولعبوا بالشكل المطلوب طيلة أطوار هذا المحك الإعدادي. ومنتخب غينيا دخل المباراة بتشكيلة مغايرة بنسبة 70 بالمائة لتلك التي أجرت مباراة ودية مع منتخب الجزائر، كما أن الفريق الذي يأتي ليلعب بطريقة دفاعية ويبحث عن الحملات المضادة ويتربص بأخطاء الخصم بطبيعة الحال سيكون أكثر تنظيما من الطرف الآخر. ولم يكن منتخب غينيا أفضل منا في هذه المباراة، رغم أنه أتى إلى المغرب بمعنويات مرتفعة بعد فوزه على الجزائر وديا، وتبقى نتيجة التعادل إيجابية بالنسبة لنا وخرجنا بمجموعة من الخلاصات التي سنشتغل عليها خلال المباريات الرسمية القادمة. وصحيح أننا لم نخلق الكثير من الفرص السانحة للتهديف مقارنة مع المباراة الإعدادية الأولى أمام منتخب كوت ديفوار، لكننا كنا الأقرب للفوز في هذه المباراة، وتبقى الأخيرة مجرد محك إعدادي خلصنا فيه لمجموعة من الأمور الإيجابية. - أين وصلتم في بناء النواة الأساسية لبناء المنتخب الوطني؟ نعم، لقد وصلت لمراحل مهمة في بناء النواة الأساسية للمنتخب الوطني، ولحدود الساعة تحصلت على ست نقاط في المباراتين الرسميتين أمام منتخبي ليبيا وساوثومي، أما اللقاءات الحبية فتبقى مناسبة لتصحيح بعض الأمور، وبالنسبة للذي يقول على أنني أقوم بتجريب عدد كبير من اللاعبين فإن العناصر التي أتوفر عليها في القاعدة هي النواة الأساسية للمنتخب الوطني. - أليس هناك تخوف على مستقبل المنتخب الوطني في مباريات التصفيات؟ يقول المثل «من يركب البحر لا يخشى من الغرق»، قدمنا مستوى رائع أمام منتخب كوت ديفوار رغم أن النتيجة لم تنصفنا، وكنا سنتحدث عن انتصار تاريخي لولا غياب اللمسة الأخيرة، والمباراة الثانية أمام غينيا كانت متكافئة مع امتياز للعناصر الوطنية في خلق الفرص السانحة، والمنتخب الوطني يسير في المسار الصحيح، وأسير بخطى ثابتة نحو الفوز بالنسخة المقبلة من نهائيات كأس أمم إفريقيا.