أفادت معلومات، حصلت عليها «المساء» من مصادر مطلعة، بأن الهيئة القضائية التي تنظر في قضية متهمي أحداث السبت الأسود بسيدي إفني، في مرحلتها الاستئنافية، أصدرت قبل أيام مذكرة بحث وطنية في حق محمد الوحداني، رئيس المجلس البلدي للمدينة، المعتقل السابق على ذمة الأحداث، بعدما تغيب عن جلسة المحاكمة الأخيرة باستئنافية أكادير، بسبب التزامه بالمشاركة في أشغال المؤتمر الدولي حول الحكامة المحلية بمدينة مراكش. وحسب نفس المصادر، فإن دفاع الوحداني أدلى لهيئة المحكمة بوثيقة تبريرية تثبت دعوة الرئيس إلى حضور أشغال المؤتمر المذكور، لكن بعد التداول في الموضوع قررت الهيئة عدم قبول المبرر وإصدار مذكرة بحث في حق الرئيس وتعميمها على عدد من المراكز الأمنية، بهدف إحضار الرئيس من قبل الأجهزة الأمنية للمثول أمام هيئة المحكمة في الجلسة المقررة في الثالث من شهر فبراير المقبل. وفي لقاء معه، أكد الوحداني حضوره أشغال المؤتمر الذي حضره إلى جانب عدد من رؤساء البلديات وعمدا المدن المغربية وعدد من رؤساء البلديات ببلدان إفريقية مختلفة، وقال إن هيئة الدفاع «أدلت بنص الدعوة الرسمية التي توصلت بها من طرف وزارة الداخلية إلى هيئة المحكمة، لكن هذه الأخيرة لم تأخذها بعين الاعتبار، فعملت على تفعيل مذكرة بحث وطنية في حقي، من أجل إحضاري إلى المحكمة في فبراير المقبل»، واستطرد قائلا: «إذا لم تستحوا فاصنعوا ما شئتم». وعند سؤاله عن المقصود بهذا الكلام، أوضح الوحداني أنه «موجه إلى من أخذ قرار نشر مذكرة البحث الوطنية ضد رئيس البلدية، كأنه لا تتوفر فيه ضمانات الحضور... مع العلم بأنني لم أكن في رحلة استجمام، بل كنت في إطار مهمة تمثيل ساكنة المنطقة بأكملها في ما له علاقة بالصالح العام». وفي معرض حديثه عن الخلفيات التي تقف وراء إصدار المذكرة، أكد الوحداني أن القرار «فيه نوع من الحكرة التي عانينا منها منذ سنوات، ولا أظن أنه جاء بشكل اعتباطي، كما لا أعتقد أنه سيتم التعامل بهذا الشكل المليء بالاستخفاف مع أي رئيس بلدية في المغرب تقدم بمثل هذا المبرر... وكأنهم بصدد إصدار مذكرة بحث في حق جميع ساكنة المدينة، وليس فقط ضد رئيس البلدية»، مضيفا أنهم «إذا فكروا في اعتقالي مرة أخرى والاحتفاظ بي إلى تاريخ الجلسة المقبلة، فمرحبا بالاعتقال، فمن أجل قضية إفني آيت باعمران كنت دائما مستعدا لجميع الاحتمالات. ونحن نعرف جيدا أن النسق السياسي المغربي يشتغل كثيرا بالإشارات، وقد تلقيت هذه الرسالة وفهمتها جيدا».