عاد فريق شباب المسيرة بنقطة ثمينة من مدينة مراكش في لقاء جمعه بالكوكب المحلي برسم الدورة الثانية عشرة من دوري البطولة الوطنية في قسمها الأول، بعدما أنهى المباراة بنتيجة التعادل السلبي صفر لمثله . وكون مدربي الفريقين يعرفان بعضهما البعض جيدا، فإن اللقاء عرف انطلاقة قوية واندفاعا كبيرا من قبل اللاعبين، مع حضور العنصر التكتيكي المتجلي في تمركز الكرة في وسط الميدان ومباغتة الحراس بالقذف من بعيد، خصوصا في الشوط الأول من اللقاء، مع اعتماد عناصر شباب المسيرة منهجية الضغط على حامل الكرة ما دفع لاعبي الكوكب المراكشي إلى ارتكاب الكثير من الأخطاء . و إذا كان لغياب لانسين كوني، لاعب وسط ميدان الكوكب المراكشي، الأثر الكبير على مردودية الفريق المحلي فإن خط الدفاع برع إلى حد كبير في التصدي للمناورات المتعددة التي قام بها المهاجم عبد الرزاق سقيم من جميع الجهات، وهو ما منح الثقة للاعبي خط الهجوم الذين استطاعوا أن يهددوا مرمى منصور العشوبي، حارس مرمى شباب المسيرة، في أكثر من مناسبة، كانت أبرزها محاولة البرازيلي لويس جفرسون في الدقيقة 55 الذي انفرد بالحارس لتمر تسديدته محاذية للقائم الأيمن، ثم رأسية صلاح السعيدي في الدقيقة 74 على إثر تلقيه كرة من الزاوية نابت فيها العارضة عن الحارس منصور. ورغم النقص العددي في صفوف الكوكب المراكشي بعد حالة الطرد التي طالت البرازيلي كلايصون في الدقيقة 30 من توقيت المباراة، بعد تعنيفه للاعب السباعي ، فإن عناصر شباب المسيرة ركنت إلى الدفاع معتمدة على المرتدات الخاطفة خصوصا خلال الشوط الثاني، في حين نجح لاعبو الكوكب المراكشي في تحويل المساحات الفارغة التي تركها النقص العددي إلى نقطة قوة، امتثالا لتعليمات المدرب خلال استراحة بين الشوطين، بحيث سيطر فريق الكوكب المراكشي على جل أطوار الشوط الثاني، إلا أن الحظ والتحكيم كان أكبر خصومه . بالنسبة لنور الدين ابراهيم، الحكم الذي أدار المباراة، ورغم تصريحه «للمساء» بأنه قام بمهمته على أحسن وجه، و أن كل تدخلاته كانت سليمة وفي حياد تام، فإن المراكشيين جمهورا ولاعبين و طاقما تقنيا ومسيرين أمطروه بوابل من الاحتجاجات كل بطريقته، توجها أحمد قصاب عميد الفريق المراكشي بتسجيل اعتراض فني، وقد صعد هؤلاء من احتجاجاتهم بعد تجاهله لمطالبتهم له بإعلان ضربة جزاء لصالحهم إثر سقوط المهاجم جفرسون وسط مربع العمليات في الدقيقة 76. وفي تعليقه على أطوار المباراة قال السلامي مامي ، مساعد بن عبيشة «لقد جئنا إلى مراكش ونحن عازمون على العودة بنقطة من المباراة وقد نجحنا في المهمة وحققنا الهدف، مع أننا، بعد طرد لاعب من صفوف الكوكب، طمعنا في ثلاث نقط ، لكن لاعبينا تراجعوا إلى الدفاع دون أن نطلب منهم ذلك، وهو ما سهل مهمة عناصر الكوكب المراكشي» ،التي أضاعت الانتصار خلال الشوط الثاني من المباراة بسبب التسرع وارتكاب الأخطاء، وأردف السلامي مامي ،أن الكوكب المراكشي بات يلعب بشكل مغاير للنهج الذي كان عليه الموسمين الماضيين و يضم في صفوفه لاعبين جد متميزين وستكون له الكلمة قريبا لأن لمسة فتحي جمال بدأت تعطي أكلها . من جهته كان فتحي جمال، مدرب الكوكب المراكشي، في حالة غضب لم يستطع معها الحديث لوسائل الإعلام ، اللهم ما تلقفناه من غمغمته الاحتجاجية التي طالت طاقم التحكيم الذي اعتبره تحرشا بشكل سافر بفريقه ، وحرمه من فوز محقق كان من نصيبه، متأسفا في نفس الوقت على حال الرياضة والرياضيين من مثل هؤلاء الحكام، الذين في ظرف جد وجيز يهدون عمل ترسانة بشرية خلال أيام طويلة .