في قمة اللقاءات عن الدورة الثالثة من بطولة القسم الممتاز لكرة القدم سيحل فريق الوداد البيضاوي ضيفاً عنيداً على المغرب الفاسي، في لقاء يُعد بالكثير، نظراً لمجموعة من المتغيرات والمستجدات التي عرفها الفريقان معاً، استعداداً لخوض غمار بطولة هذا الموسم، بطموح تُغذيه رغبة في التنافس من أجل احتلال المراتب الأولى على لقب البطولة. فالوداد البيضاوي بمجموعته المتكاملة، والذي لايتساهل في مبارياته، ولا ينهزم بسهولة بوصيف بطل العرب للموسم الماضي عزّر تركيبته البشرية، برسانة من اللاعبين الجيّدين، لتغطية الفراغ، الذي خلفه انتقال مجموعة من اللاعبين، إلى فرق أخرى، داخل وخارج المغرب، من أمثال: عصام عدوة فوزي البرازي يونس المنقاري الأجروي دوليزال الطالبي وآجويعة.. في المقابل انتدب الفريق الأحمر كلا من اللاعب مراد الرافعي ومحمد أرمومن وآيت العارف وبالرابح ولبهيج ومونتيس. وأجدو.. حيث بلغ الغلاف المالي لهذه الانتدابات ما يناهز 750 مليون سنتيم ، وهو أعلى رقم يحققه فريق مغربي هذا الموسم على مستوى الانتدابات. كما عمد في نفس السياق المكتب المسير للقلعة الحمراء، إلى الاحتفاظ بالطاقم التقني للموسم الماضي، في شخص الإطار الوطني بادو الزاكي لإعطاء هذا الأخير فرصة تطوير نهج الفريق، والارتقاء به على مستوى أفضل من التنافسية والتباري. أما ممثل العاصمة العلمية فريق المغرب الفاسي، بعناصره المتحمّسة والمغمورة، فقد عرف في صيف هذه السنة تغييراً جذرياً على مستوى المكتب المسير، كما على مستوى الطاقم التقني، وعلى مستوى التركيبة البشرية للفريق. فبعد انتخاب مروان بناني رئيساً جديداً للفريق، خلفاً لخالد بنوحود، عبّر الرئيس المنتدب، صراحة وعلانية عن نية المكتب المسير للفريق، إعطاء شحنة قوية للماص ورفعه من مجرد فريق يُنشط البطولة إلى فريق يلعب من أجل الظفر بها، وانسجاماً مع هذا التوجه، قام المكتب بانتداب مجموعة من اللاعبين المرموقين على المستوى الوطني بغلاف مالي فاق 700 مليون سنتم، كثاني صفقة بعد تلك التي أبرمتها الوداد البيضاوي مع مجموعة من اللاعبين، وفي هذا الإطار، جلب الفريق الفاسي كلاً من: بلعامري والشيحاني وفهيم من اتحاد الزموري للخميسات، واللاعب طارق ميري من الكوكب المراكشي وحافظ عبد الصادق من أولمبيك آسفي، وبلقاضي من نهضة بركان وبوزروق من شباب المسيرة، وصرصار من المغرب التطواني... كما تعاقد الفريق لنفس الغاية مع الإطار الوطني محمد فاخر، قبل أن يتخلى هذا الأخير عن التزاماته ويُغادر الماص بعد إجراء أول لقاء برسم بطولة هذا الموسم الذي جمع الفريق الأصفر بشباب المسيرة وانتهى بالتعادل الإيجابي هدف لمثله. وقد اعتبر الجمهور الرياضي الفاسي مغادرة فاخر المفاجئة للفريق استخفافا بالمسؤولية، ومؤشراً على أن فاخر يخشى الاخفاقات بعد فشله مع فريق الجيش الملكي، الذي وفر له كل وسائل العمل، دون أن يحقق المطلوب، وقد ظهر ذلك من خلال اللافتات والشعارات التي رفعها جمهور المغرب الفاسي خلال المقابلة التي جمعت فريقه بالجمعية السلاوية برسم الدورة الثانية لبطولة هذا الموسم، والتي آلت لفائدة الفاسيين بهدف للاشيء. ولتغطية هذا الفراغ، الذي خلفه رحيل فاخر، فقد قام المكتب المسير بالتعاقد مؤخراً، مع الإطار الوطني الكفء ابن الفريق المدرب، عبد الهادي السكيتيوي. وفي ظل هذه المستجدات والمتغيرات ، سيتحتضن المركب الرياضي بفاس يوم السبت 26 شتنبر الجاري لقاء المغرب الفاسي والوداد البيضاوي، في مواجهة تعد قمة الدورة الثالثة من بطولة النخبة الوطنية، واعتباراً لذلك، فقد بدأت الاستعدادات التنظيمية، والترتيبات النفسانية والتقنية والجسمانية المبكرة للفريق، منذ أواخر شهر رمضان، حيث خصصت 5000 تذكرة لأنصار الفريق الأحمر، كما تم تخصيص مجموعة من النقط لعرض التذاكير، إلى جانب تخصيص منصة خاصة بالجمهور البيضاوي الذي سيحج إلى مدينة فاس لدعم فريقه وتشجيعه، وتلك هي الخاصيات التي تطبع مثل هذه اللقاءات. الشيء الذي سيزيد من حدة المقابلة وحرارة اللعب، إضافة إلى حماس جمهور الفريقين. هذا على المستوى التنظيمي، أما على مستوى القراءة التقنية للمباراة ، فإن فريق الوداد بانتصارين متتاليين سيعمل على تعزيز موقعه في صدارة الترتيب، وسيدافع عن حظوظه للخروج بنتيجة إيجابية من هذا اللقاء. أما الفريق الأصفر، فهو يُُدرك جيداً أن أمامه مهمة صعبة وصعبة جداً تنتظره أمام فريق من العيار الثقيل، فمن تعادل وانتصار، سيكون في تجربة حقيقية لقياس قوته في التنافس من أجل الظفر بلقب البطولة، وسيكون عبد الهادي السكيتيوي في أول ظهور له مع الماص سيحاول من خلاله البروز بشكل مشرف، يدعم ثقة مكونات الفريق، ويعطي أولى التباشير عن انطلاقة موفقة للنسور الصفر. فلمن ياترى ستقرع طبول النصر؟ ولمن ستكون كلمة الفصل؟ ذلك ما ستجيب عنه الدقائق التسعون للمقابلة، التي يُرجى أن تمر في جو من التنافس الرياضي الشريف، وأن تعطي كل ما هو منتظرا منها من فرجة ومتعة، تؤثثها روح، رياضية عالية وتحكيم نزيه، دون أن يكون له تأثير على مصير أحد الفريقين وجمهور منضبط. عبد العلي التلمساني