كشفت فعاليات المعرض التجاري الدولي للخضر والفواكه في الشرق الأوسط، الذي تم افتتاحه صباح أمس الاثنين، بإمارة دبي، عن سعي المنتجين والمصدرين المغاربة لغزو السوق الإماراتية خصوصا وأسواق الخليج العربي عموما، وسط تخوفات من حد التكلفة المرتفعة للوجستيك من تنافسية المنتوجات المغربية. وحسب محمد الناصري، مدير شركة، فإن تكلفة اللوجستيك تشكل عائقا أمام المنتوج المغربي في السوق الإماراتية، خاصة في ظل منافسة قوية من قبل المنتوجات القادمة من تركيا ومصر وإيران وأستراليا والدول الأوروبية، مشيرا في تصريح ل»المساء» إلى أن تكلفة الشحن ترتفع بسبب وجود غالبية المنتوجات الفلاحية في مدينة أكادير، حيث يضطر المنتجون إلى نقلها إلى ميناء طنجة ثم بعد ذلك إلى ميناءي جدة أو جبل علي بالإمارات. ووفق الناصري، فإن المنتج المغربي مضطر لدفع 3500 دولار عن كل حاوية من أجل نقلها إلى السوق الإماراتية، ما يرفع تكلفة الإنتاج، وقال:» كمنتجين نحتاج إلى تخفيض تكلفة الشحن بنسبة تتراوح ما بين 40 و50 في المائة لتشجيع المنتوج المغربي وضمان تنافسيته»، مطالبا بفتح خط بحري مباشر يربط أكادير بالخليج. في السياق نفسه، يؤكد حميد قباج، المدير التجاري لشركة Sks في إفريقيا والشرق الأوسط، على ضرورة العمل أكثر على مستوى التوزيع في الإمارات وباقي دول الخليج، ودعم الدولة للمنتجين على مستوى نقل منتوجاتهم بتقليص تكلفته، لافتا إلى أنه بدون تحقق ذلك الدعم عبر عقد شراكات مع شركات النقل البحري، لا يمكن رفع حجم الصادرات المغربية من الخضر والفواكه إلى الأسواق الجديدة وخاصة في الشرق الأوسط. وكشف عثمان مشبال، رئيس مصلحة العلاقات الخارجية بالمؤسسة المستقلة لمراقبة وتنسيق الصادرات، أن وزارة الفلاحة والصيد البحري منكبة على إيجاد حلول، وتبذل مجهودات من أجل تقليص تكلفة اللوجستيك، مشيرا في تصريحات للجريدة إلى أن المغرب يولي اهتماما كبيرا للسوق الإماراتية باعتبارها فرصة كبيرة لتسويق المنتوجات المغربية في ظل طلب محلي كبير عليها، ومنصة دولية لإعادة تصديرها إلى دول المنطقة. وأوضح مشبال أنه في ظل منافسة شرسة من قبل دول عدة يحاول المغرب اليوم، وبقوة، تعزيز مكانته وموقعه بالاعتماد على مميزاته التنافسية والمجهودات المبذولة للترويج للخضر والفواكه المغربية من خلال هذا المعرض وفي وسائل الإعلام، مؤكدا أن المغرب حاضر بتنوع المنتوج ( أكثر من 30 نوعا من الخضر والفواكه)وجودته من ناحية الذوق، وبميزة تنافسية إضافية هي الحضور في السوق لمدد زمنية طويلة خلال السنة، بفضل التقنيات الجديدة التي تم إدخالها خاصة في منطقة سوس، بالإضافة إلى ميزة قابلية تحمل مشاق الطريق نحو الأسواق البعيدة. من جهة أخرى، بدا لافتا من خلال المشاركة الثانية للمغرب في المعرض التجاري الدولي للخضر والفواكه في الشرق الأوسط، الذي يستمر من 5 إلى 7 أكتوبر الجاري، أن هناك رغبة قوية لدى المنتجين المغاربة للتواجد وبشكل كبير في السوق الإماراتية والخليجية عموما، التي تعد سوقا واعدة، جسدها حضور 18 منتجا، وهو أكبر عدد من المنتجين الدوليين الحاضرين في المعرض. وحسب المؤسسة المستقلة لمراقبة وتنسيق الصادرات، التابعة لوزارة الفلاحة والصيد البحري، تعد مشاركة المغرب في معرض دبي 2015 فرصة حقيقية لاستكشاف فرص إقامة شراكات تجارية جديدة والتواصل بشأن العرض المغربي القابل للتصدير، خاصة في ظل حضور منتجي وتجار الخضر والفواكه على المستويين الإقليمي والدولي. فيما ينتظر أن يعقد المنتجون المغاربة نحو 400 لقاء عمل للتبادل والمشاركة والحوار مع نظرائهم الإماراتيين والخليجيين عموما.