تراهن العديد من الشركات والمقاولات المغربية المتخصصة في الصناعات الغذائية على إيجاد موطئ قدم لها في السوق الخليجية٬ للرفع من قيمة عملياتها التصديرية إلى هذه المنطقة التي تتوفر على سوق استهلاكية ضخمة وتتمتع بقدرة شرائية مرتفعة. وفي هذا الصدد٬ تأتي مشاركة حوالي 18 شركة ومقاولة مغربية في معرض الخليج للأغذية 2012 (غولفود) (19 -22 فبراير الجاري) في إطار سعيها الحثيث للبحث عن بدائل تسويقية لاستغلال الفرص التجارية الكبيرة التي تتيحها منطقة الخليج باعتبارها سوقا استهلاكية واسعة وبوابة لإعادة التصدير نحو الأسواق الآسيوية والشرق الأوسطية. وتنشط هذه الشركات في قطاعات زيت الزيتون والأركان والنقانق والزعفران٬ والعجائن٬ ومصبرات السمك٬ والخضر والفواكه الطرية٬ ومواد الطهي التقليدية والكسكس٬ والحلويات. وأكد ممثلو هذه الشركات المشاركة في هذا الحدث التجاري والتسويقي العالمي٬ في تصريحات لوكالة المغرب العربي للأنباء٬ أن الانفتاح على السوق الخليجية أضحى "محوريا وأساسيا" من اجل الرفع من رقم المبيعات وتعزيز مستويات المعاملات التجارية الخارجية٬ بالنظر إلى تموقع عدد كبير من شركات الاستيراد في ميناء (جبل علي) بإمارة دبي٬ القادرة على استيعاب كم هائل من المنتوجات الغذائية الوطنية وإعادة تسويقها في الأسواق الخليجية المحلية. ويعتبرون أن النمو الذي يشهده قطاع الأغذية على الصعيد العالمي والتوقعات المتفائلة ذات الصلة في منطقة الشرق الأوسط٬ خصوصا مع التوجهات العالمية الجديدة التي تتيح فرصاً ممتازة أمام هذا القطاع الواعد٬ "مؤشرات إيجابية" للمضي قدما في إيجاد صيغ مثلى كفيلة بالترويج للمنتوج المغربي بالنظر إلى تنوعه ومراعاته لمواصفات التقيييس والجودة العالميين. ويرى هؤلاء أن الحاجة تبدو "ماسة" الآن أكثر من اي وقت مضى لإقامة شراكات اقتصادية وتجارية مع دول الخليج في ضوء التقديرات التي تشير إلى ارتفاع الاستهلاك الغذائي في المنطقة التي تعج بمراكز التسوق التجاري الضخمة٬ والجاذبة لكبريات شركات الأغذية العالمية التي تتخذ منها مقرا لفروعها الإقليمية. ويؤكدون أن المغرب بات حاليا "منصة مثالية" للتصدير نحو دول الخليج والشرق الاوسط وآسيا وإفريقيا٬ بالنظر إلى موقعه الجغرافي وتوفره على صناعات غذائية مزدهرة وسياسات استثمارية ليبرالية ومحفزة إلى جانب امتلاكه العديد من نقاط القوة في هذا الشأن٬ من قبيل مناخه المعتدل المشجع على تطوير الصناعات التحويلية٬ وتنوع منتوجاته الفلاحية٬ وجودة ثروته السمكية٬ ومطابقة صناعاته الغذائية للمعايير الدولية الاكثر صرامة. وأشاروا إلى أن المقاولات المغربية "قادرة على إيجاد موطئ قدم لها في السوق الخليجية التي تستورد نحو 90 في المائة من حاجياتها الغذائية الأساسية٬ إذا منحت لها بعض التسهيلات ذات الصلة بالشحن الجوي والبحري الذي يعد عائقا كبيرا امام زيادة الصادرات المغربية نحو بلدان الخليج". وأكدوا ان حضورهم في هذا المعرض الدولي بالتنسيق مع المركز المغربي لإنعاش الصادرات (مغرب-تصدير) يندرج في إطار سعيهم الحثيث إلى "استشراف آفاق الشراكة مع الشركات المستوردة بدولة الإمارات خصوصا ودول الخليج على وجه العموم". يشار إلى أن حجم المبادلات التجارية بين المغرب ودولة الإمارات بلغ سنة 2011 نحو 839ر119 مليون درهم. ويصدر المغرب إلى دولة الإمارات منتوجات النسيج والصناعة الغذائية (الحليب ومشتقاته على الخصوص) إلى جانب المنتوجات الموجهة للصناعات الحديدية (الحديد والصلب). اما مقتنيات المغرب من هذا البلد الخليجي فتشمل منتوجات السراميك٬ ومصنوعات الألمنيوم والبلاستيك٬ زيادة على الآلات والمعدات الكهربائية٬ والتي تعد من بين المنتوجات الاكثر طلبا من قبل المستوردين المغاربة. وتشارك الشركات المغربية (غولفود) إلى جانب نحو 3800 شركة وعلامة تجارية عالمية تعنى بقطاع الأغذية والمشروبات في 87 دولة. ويقام الرواق المغربي في هذا المعرض الدولي الذي ينظمه مركز دبي التجاري العالمي على مساحة تقدر ب240 متر مربع. يشار إلى أن معرض الأغذية (غولفود) بات يحظى باهتمام بالغ من قبل الشركات العارضة من قبيل شركات الأغذية والمشروبات والضيافة العالمية بالنظر إلى الفرص التجارية الكبيرة التي يتيحها لها من اجل البحث عن أسواق جديدة لتصريف منتوجاتها في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وجنوب آسيا. وتتوقع الجهة المنظمة أن يتجاوز عدد الزائرين ل(غولفود) أكثر من 65 ألف زائر من جميع أنحاء العالم مبرزة ان هذا الملتقى التسويقي بات "يلعب دورا محوريا في تعزيز مستويات التبادل التجاري بين المنتجين والموردين في جميع أرجاء العالم" بعدما أضحى فضاء للتواصل بين الفاعلين الاقتصاديين والخبراء وصناع القرار في كافة أنحاء منطقة الشرق الأوسط.