ستكون الدورة العادية لشهر أكتوبر لمجلس جماعة الدارالبيضاء أول امتحان سيواجه فريق العمدة الجديد للدارالبيضاء عبد العزيز عماري، إذ من المفروض أن يعقد المجلس الجماعي، خلال الشهر المقبل، أول دورة عادية له في حلته الجديدة، وهي من الدورات التي ستسلط عليها الأضواء بشكل كبير على اعتبار أنها أول دورة سيغيب عنها ساجد وفريقه وسيحضرها عماري مدعما بأغلبية مطلقة من قبل حزب العدالة والتنمية. ويؤكد بعض مراقبي الشأن المحلي البيضاوي أن دورة أكتوبر تعد امتحانا للكيفية التي ستعقد بها دورات المجلس الجماعي مستقبلا، حيث كانت طريقة عقد الدورات مثار جدل واسع من قبل مجموعة من متتبعي الشأن المحلي، لعدة أسباب، فلم تكن الدورات تعقد إلا بشق الأنفس، بسبب الصعوبة التي كان يجدها ساجد في اكتمال النصاب القانوني، ففي مناسبات كثيرة كانت الهواتف النقالة تتحرك من أجل إقناع هذا المستشار أو ذاك بالحضور إلى الدورة من أجل الإمضاء والانسحاب بعد ذلك إن هو أراد ذلك، كما أن بعض الأعضاء كانوا يغادرون مقر انعقاد دورة المجلس ولا يحضرون إلا خلال عمليات التصويت لمباركة القرارات التي كان يتخذها ساجد ومكتبه المسير، في منظر كان يثير تذمر العديد ممن كانوا يحرصون على متابعة دورات المجلس الجماعي عن قرب. وفي مناسبات كثيرة كانت دورات المجلس الجماعي للدار البيضاء، خلال الولايتين السابقتين، تتحول إلى ما يشبه مسرحية كوميدية، بسبب تدخلات بعض الأعضاء، الذين كانوا يؤكدون على ضرورة الإسراع في المصادقة على نقاط حساسة، لأن "عندهم ما يدار" حسب رأيهم، مداخلات كان يتلقاها الحضور بالضحك منتظرين الفرصة التي سيتسحب فيها هذه الوجوه، لكي يتم تعويضها بوجوه لها غيرة على مستقبل مدينة تحبل بالكثير من التناقضات. وإذا كان المجلس الجماعي الحالي يضم مجموعة من الوجوه التي تعرف عن قرب حيثيات العمل الجماعي وطريقة تدبير دوراته، فإن هناك وجوها جديدة ستبدأ باكتشاف طريقة عقد الدورات، من بينها العمدة الجديد، حيث يحتاج الأمر الكثير من الصبر، صحيح أن عماري مسلح بأغلبية من حزبه ستضمن له المصادقة على جميع القرارات التي سيتخذها، لكن لا أحد يمكنه أن يتوقع طريقة عقد الدورات التي تحبل بالكثير من المفاجآت، على اعتبار أن هناك من المنتخبين من يعتبرون هذه الدورات فرصة للظهور بمنظر المدافعين عن مصالح المدينة، في حين أنهم لا يترددون في رفع أيديهم مباركين القرارات التي انتقدوها في تدخلاتهم.