بمناسبة مرور مائة سنة على وفاة عالم الصحراء محمد يحيى الولاتي (0331ه)، نظم مركز الدراسات والأبحاث وإحياء التراث التابع للرابطة المحمدية للعلماء، بشراكة مع ماستر المذهب المالكي في كلية الشريعة بأكادير، وبتنسيق مع مختبر علوم الاجتهاد (فريق البحث في المصطلح الأصولي والترجيح الفقهي بالغرب الإسلامي) بكلية الآداب جامعة ابن زهر، ندوة علمية بعنوان: «عالم الصحراء محمد يحيى الوَلاَتي (9521 0331) (3481-2191م) بمناسبة مرور قرن على وفاته»، وذلك يومي الأربعاء والخميس 82-92 ذو الحجة 0341 ه/ 16 -17 دجنبر 9002م، بكلية الشريعة أيت ملول أكادير. وقد هدفت هذه الندوة التعريف بتراث الولاتي ومكانته في تاريخ الفقه المالكي وأصوله بالغرب الإسلامي إحياء للصلات العلمية والثقافية التي تربط المغرب بالمراكز العلمية في صحرائه مروراً بسوس وامتداداً في الآفاق المغاربية والمتوسطية والمشرقية، وتناولت الأبحاث المقدمة إلى الندوة المحاور الآتية: حياة العلامة محمد يحيى الولاتي وروافد تكوينه العلمي التعريف بآثاره العلمية رحلته الحجازية ومكانتها العلمية والتاريخية إبراز جهوده الإصلاحية تراث العلامة الولاتي بين الكليات والجزئيات فقه العلامة الولاتي ورؤيته المقاصدية. وتوزعت الندوة على ثلاث جلسات، الأولى بعنوان الولاتي وروافد تكوينه العلمي، والثانية: فقه العلامة الولاتي ومنهجه الإصلاحي، والثالثة تراث العلامة الولاتي بين الأصالة والمعاصرة، وعرفت مشاركة مكثفة لأعضاء المجلس الأكاديمي للرابطة المحمدية للعلماء خصوصا أعضاء الأقاليم الجنوبية للمملكة، وكذا رؤساء المجالس العلمية بكل من تارودانتوأكادير. ويمثل عالم الصحراء العلامة محمد يحيى الولاتي نموذجا حيا للتكامل المعرفي بين العلوم الإسلامية الذي عرفته وتعرفه الصحراء المغربية، وقد نشأ في أسرة علمية نشأة العصامية وعلو الهمة، وكان يتخذ التجارة مورداً لرزقه مع نفعه الناس بدروسه وفتاواه وأقضيته. وتعد حياته مثالا صادقا على وفاء العالِم برسالته في محيطه وواقعه الاجتماعي تدريسا وإرشادا وإفتاء وإصلاحا بين الناس، وكذا في القضاء بينهم في الحقوق، والنصح لولاة الأمور، والإنكار على أهل البدع وعدم موالاة أعداء الملة. كما كان عمله في اليوم والليلة منارة في النسك والسلوك وتنظيم الوقت وتوزيعه بين العبادة والتدريس والتأليف ومذاكرة الطلبة وأهل العلم. وقد خلف الولاتي تراثا ضخماً في مختلف المعارف الإسلامية يناهز مائة مؤلَّف ما بين مطبوع ومخطوط، حيث بدأ التأليف منذ سن السابعة عشرة. وصنف في التفسير وعلوم القرآن وعلوم الحديث فقها واصطلاحا واختصارا، والفقه المالكي وأصوله واصطلاحاته وقواعده، والنحو والصرف والبيان نظما وشرحا، وخلف جملة وافرة من الأجوبة حول مسائل متجددة في العقيدة والتصوف فضلا عن فتاوى ونوازل متنوعة في الزكاة والأحباس والمعاملات والأوراق البنكية والجنايات والأعراف وغيرها. كما كانت له مناظرات ومحاورات علمية في رحلته الحجازية مع بعض العلماء كالعلامة محمد العربي الأدوزي وآخرين.وكانت للولاتي صلات ولقاءات مع بعض أمراء ملوك عصره وخاصة السلطان عبد العزيز وأحمد بن الحاج عُمار أمير فوته الفلانية في دولة مالي حاليا.