عن عمر يناهز الخمسين عاما، انتقل إلى عفو الله، الثلاثاء 26 يناير 2010، رئيس المجلس العلمي المحلي لمدينة إنزكان أيت ملول، الدكتور مولاي الحسين ألحيان، بعد أن مرض مفاجئ لم ينفع معه علاج. ويعتبر الراحل أحد علماء سوس ومشايخها الذين أسدوا خدمات جليلة في التدريس والإشراف والتوجيه والبحث والتأليف والدعوة إلى الله، مع تميزه رحمه الله بجده وحزمه ونشاطه الدؤوب وخدمته لطلابه بأريحية وعفوية وسخاء يتناسب مع منبته ونسبه الشريف. كما شغل الفقيد عدة مهام، منها، أستاذ أصول الفقه ومقاصد الشريعة بكلية الشريعة بأكادير (وبالطائف مدة تسع سنين)، رئيس المجلس العلمي المحلي بعمالة إنزكان - أيت ملول، عضو المجلس العلمي الأعلى، عضو مؤسس لدائرة الرباط العلمية للبحث في الدراسات الإسلامية بالرباط، عضو مؤسس لمجموعة البحث في الدراسات الإسلامية - كلية الآداب - جامعة ابن زهر، أكادير، عضو مؤسس لجمعية قدماء ثانوية محمد الخامس بتارودانت، عضو المجلس الأعلى للتعليم، الرباط، ومقرر لجنة استراتيجيات وبرامج الإصلاح، مؤسس ومنسق ماستر المذهب المالكي: تراثه وأصوله وآفاق الاجتهاد فيه بكلية الشريعة، أكادير، وأخيرا عضو استشارة وتحكيم في بعض المراكز ودور البحث العلمي وطنيا ودوليا. ونذكر من بين أهم أعماله، "منهج المالكية في الاستدلال بالسنة" (في جزأين)، "أبو محمد عبد المنعم بن الفرس وكتابه أحكام القرآن"، إضافة إلى مشروعات علمية أخرى ومشاركات عديدة في ندوات وملتقيات. وكانت آخر المبادرات العلمية التي شارك فيها الدكتور مولاي الحسين ألحيان، ندوة علمية في موضوع: "عالم الصحراء محمد يحيى الولاتي، بمناسبة مرور قرن على وفاته"، ونظمها مركز الدراسات والأبحاث وإحياء التراث، التابع للرابطة المحمدية للعلماء، ونظمت الندوة بشراكة مع ماستر المذهب المالكي- كلية الشريعة آيت ملولبأكادير، وبتنسيق مع مختبر علوم الاجتهاد-كلية الآداب والعلوم الإنسانية- جامعة ابن زهر بأكادير، برحاب كلية الشريعة، بأكادير يومي 16-17 دجنبر 2009. تغمد الله الفقيد بواسع رحمته ومغفرته ورضوانه وأسكنه فسيح جناته، وإنا لله وإنا إليه راجعون.