احتضنت طنجة، أول أمس الأحد، الملتقى الوطني السادس للباحثين في العلوم الشرعية، الذي ينظمه قسم الإنتاج العلمي والفكري بحركة التوحيد والإصلاح، وهي الدورة التي ناقشت موضوع «سؤال الاجتهاد والتجديد في علوم الأصول والحديث وتحدي قضايا الإصلاح». وطيلة يوم كامل، وعلى مدار أربع جلسات، عرفت الدورة تقديم بحوث وعروض مناقشات تطرقت لمفهوم التجديد في الدين الإسلامي، وارتباطه بمستجدات العصر، وأهمية التجديد الأصولي وإسهامه في تحقيق الإصلاح، كما تطرق المشاركون إلى مجالات الاجتهاد والتجديد واستشهدوا بنماذج من العلماء الذين برزوا في هذا المجال والمؤلفات التي تطرقت إلى قضايا أصولية من وجهات نظر جديدة. وتميزت الجلسة الافتتاحية بمداخلة للمفكر المغربي ووزير الخارجية السابق سعد الدين العثماني، صاحب عدة دراسات ومؤلفات في مجال الاجتهاد والتجديد، والذي وصف التجديد بأنه»فهم الوحي انطلاقا من المعرفة والفهم الإنساني الحالي». واعتبر العثماني أن القول بأن التجديد هو «رجوع الشيء إلى ما كان عليه عبر إحياء أصول الدين»، هو قول غير صحيح، نظرا لتطور المعرفة بشكل كبير، من حيث كم المعلومات والمناهج في هذا العصر حسب تعبيره. وخلص العثماني إلى أن تعقد الحياة البشرية اليوم يجعل قيام تيار أو جماعة ما بكل الوظائف الأصولية للدين «أمرا مستحيلا»، مشيرا إلى أن وظائف النبوة تفرقت على الأمة وتياراتها في مختلف المجالات التربوية والسياسية والاقتصادية. وكانت الفترة الصباحية للملتقى قد ناقشت آثار التجديد الأصولي في تحقيق الإصلاح، ومعالم التجديد الأصولي لدى زعماء الإصلاح، مع استحضار تجربة ابن عاشور في تونس، ودور الفقه في تنزيل النماذج الإصلاحية، كما تطرقت إلى موضوع الدعوة لتجديد علوم الحديث، ومناحي التجديد في المدارس الحديثية. فيما تم خلال الجلسة المسائية التطرق إلى مواضيع أخرى مثل الحاجة إلى تجديد فهم القرآن والتاريخ، وأصول الفقه بين الشرعي والدعوي والتجديد من منظور روحي عند طه عبد الرحمان، قبل أن يعلن رئيس حركة التوحيد والإصلاح، عبد الرحيم شيخي عن اختتام الدورة.