كشفت مصادر مطلعة أن أعضاء الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية «البيجيدي» مستاؤون من تصرف حزب التجمع الوطني للأحرار، الذي يرغب في رئاسة عدد من الجهات والجماعات دون التقيد بما تم الاتفاق عليه داخل رئاسة التحالف الحكومي قبيل الانتخابات، والذي يقضي بأن تؤول الرئاسة للحزب الذي حصل على المرتبة الأولى. وأجمع أعضاء الأمانة لحزب المصباح، في لقائهم المنعقد الاثنين الماضي بالرباط، على وضع ترشيحاتهم بكل الجهات والجماعات التي احتلوا فيها المرتبة الأولى، بغض النظر عن منطق التحالفات، وذلك احتراما لإرادة الناخبين، يقول مصدر من الأمانة العامة. وحذر هؤلاء في اجتماعهم من عواقب تصرفات التجمع الوطني للأحرار من الناحية السياسية، والتي يمكن أن تؤدي إلى فك التحالف الحكومي وتنظيم انتخابات سابقة لأوانها، خاصة أن عمر الحكومة الحالية لم يتبق منه سوى بضعة أشهر، وفق اقتراح أحد أعضاء الأمانة العامة ل«البيجيدي». وأكد بعضهم على أنه يمكن لحزب العدالة والتنمية أن يقدم بعض التنازلات بالنسبة للرئاسات، ولكن في حدود المنطق والمعقول، لكن شرط احترام إرادة الناخبين في انتخاب رؤساء الجهات والجماعات، لأنه لا يمكن للحزب أن يمنح الأولوية للمناورات السياسية ضدا على إرادة الناخبين، يؤكد المصدر ذاته. وشدد بعض المتدخلين على ضرورة ألا يخضع عبد الإله بنكيران، لما أسموه أسلوب ابتزاز حزب «الحمامة»، وعلى ضرورة تقيد رئيسه صلاح الدين مزوار، بالاتفاق المبرم بينهما، والذي يقضي بترؤس الحزب الحاصل على المرتبة الأولى الجماعة أو الجهة إلا في بعض الاستثناءات، وعلى أن تكون الأولوية لأحزاب الأغلبية في أي تحالف. قد قدم عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية ورئيس الحكومة، حصيلة لقاء تحالف رئاسة الأغلبية، الذي لم يتم فيه الاتفاق النهائي على مسؤولي الجهات وعدد من المدن، بسبب رغبة مزوار في حصول حزبه على رئاسة جهة الرشيدية وجهة الرباط. يشار إلى أن محمد يتيم، عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، كان قد كتب في تدوينة له على «الفايسبوك» كيف أن بنكيران يستحضر نصائح رفيقه الراحل عبد الله بها، حيث قال: «ونحن نتابع مسألة تدبير التحالفات إلى جانب الأخ الأمين العام بإشكالاتها وتعقيداتها، فإن بنكيران في بعض اللحظات التي تشتبك فيها الأمور وتستدعي ترجيحا دقيقا يقول: أنا أستحضر كيف كان يفكر بها في مثل هذه اللحظات ويحلل ويرجح»، وأضاف يتيم «أتذكر كيف كان موقفك صارما في عدم الرضوخ لمساومات الأمين العام الذي ابتلي به حزب الاستقلال .. وكنت تقول: لا نخضع لابتزازه ومساوماته حتى ولو سقطت الحكومة». وتجدر الإشارة إلى أن حرب البلاغات اندلعت بين «البيجيدي» و»الأحرار» حيث إنه مباشرة بعد نشر حزب «المصباح» لبلاغ يؤكد فيه احترامه والتزامه بمنطق الأغلبية دون استبعاد التحالف مع أحزاب أخرى، أصدر حزب التجمع الوطني للأحرار بلاغا عبر فيه عن أن الحزب «ملتزم بما تم الاتفاق عليه داخل الأغلبية»، وأنه يعتبر أن «المسؤوليات على رأس المدن التي حظيت بأغلبيات مطلقة واضحة، يجب أن تؤول لمن رسا عليه اختيار الناخبين»، وأن ذلك «يسري بشكل طبيعي على الجهات»، في حين أنه «بالنسبة للجهات التي لم ينل فيها أي طرف من أطراف الائتلاف أغلبية مطلقة، تبقى موضع ترتيبات توافقية داخل الائتلاف».