أثار ملف أمينتو حيدر صراعا قويا وانتقادات حادة متبادلة بين حكومة خوسي لويس رودريغيث ثاباتيرو وبين نقابات الشرطة الإسبانية الموحدة، حيث صرح كل من ثاباتيرو ونائبته ماريا تيريسا دي لا فيغا بأن «أمن المطار هو من يتحمل المسؤولية في السماح بدخول أمينتو حيدر الأراضي الإسبانية بالمطار رغم عدم توفرها على جواز السفر». «دي لافيغا تكذب وثاباتيرو آخر من يعلم»، بهذه العبارات ردت نقابة الشرطة الموحدة بإسبانيا على اتهامات الحكومة الإسبانية لها. وقال خوسي مانويل سانشيس فورنيط، الكاتب العام لنقابة الشرطة الموحدة إنه «أمر مخز أن تلقي الحكومة باللوم على الشرطة في ملف حيدر». وانتقد الكاتب العام لنقابة الشرطة ما سماه ب«الفساد الأخلاقي» للحكومة الإسبانية التي تلقي باللائمة على الشرطة. وطالب خوسي مانويل باستقالة كل من أصدر أمره بالسماح بدخول أمينتو حيدر إلى مطار لانثاروتي، سواء كان مسؤولا سياسيا أو مسؤولا في جهاز الأمن. من جانبهما، أصدر الاتحاد الإسباني للشرطة (المجلس الانتخابي المؤقت) والاتحاد المهني لنقابات الشرطة (النيابة) بيانا صحفيا مشتركا ينددان فيه بما وصفاه «النفاق السياسي المستخدم من قبل الحكومة من أجل التهرب من مسؤولية قبول حيدر في المطار». أما نائبة رئيس الحكومة فقد ذكرت أن نقابات الشرطة «تمارس التضليل على المجتمع الإسباني»، مضيفة أنه كان بوسع الشرطة التوصل إلى حل سريع لهذه القضية»، وكانت نائبة ثباتيرو، ماريا تيريسا دي لافيغا، قد حملت مسؤولية دخول حيدر مطار لانثاروتي والاعتصام فيه يوم 14 نونبر الماضي، إلى مصالح شرطة الحدود، وهي الاتهامات التي تنفيها الشرطة، حيث كشفت أنها لم تسمح لحيدر بدخول المطار إلا بعد توصلها بأوامر عليا من العاصمة الإسبانية مدريد، والتي تأمرها بالسماح لها بالدخول والاعتصام ببهو مطار لانثاروتي قبل أن تزعم دخولها في إضراب عن الطعام. من جهة أخرى، استبعد مانويل شافيس، النائب الثالث لرئيس الحكومة الإسبانية، أي تدخل للعاهل الإسباني خوان كارلوس في ملف أمينتو حيدر، موضحا أن هذا الأمر من اختصاص الحكومة الإسبانية ووزارة خارجيتها وليس بيد الملك. وكان عدد من الفنانين الإسبان والمنسق العام لليسار الموحد الإسباني، كايو لارا، قد دعوا إلى تدخل الملك خوان كارلوس للاتصال بمحمد السادس من أجل قبول عودة أمينتو حيدر، وهو الطلب الذي رد عليه شافيس بعدم أهلية خوان كارلوس لذلك، وفقا للصلاحيات التي يخولها له الدستور الإسباني. وكان الصحافي إنياكي غابيلوندو قد أشار في حديثة الإخباري في نشرة قناة «كواترو» التلفزية الإسبانية أنه حتى في حالة تدخل خوان كارلوس في الملف فإن الملك محمد السادس قد يعتذر عن قبول حيدر بسبب إجماع الشعب المغربي والأحزاب السياسية المغربية على عدم قبول الانفصالية بعدما تنكرت لجنسيتها المغربية. في نفس اليوم تحدت حيدر في ندوة صحفية لها، استغرقت 10 دقائق، قرار الدولة المغربية، مشيرة إلى أنها ستعود إلى المغرب بجواز سفر أو بدونه. وأضافت حيدر وهي تتهجى اللغة الإسبانية مسترقة النظر إلى إحدى الأوراق التي وضعت أمامها من طرف الجمعيات الموالية لها، أنها متشبثة بمطلبها بالعودة مع شكرها للجمعيات الموالية لجبهة البوليساريو.