رفض قاض إسباني زار ليلة الأحد الماضي الانفصالية أمينتو حيدر أن يجبرها على الأكل، في ظل فشل المساعي الديبلوماسية الإسبانية من أجل عودتها إلى المغرب، بعدما تبين له أن حالتها الصحية لا تستوجب ذلك، بالرغم من أنها قامت بإضراب عن الطعام لمدة تفوق الأسبوعين. فقد تبين له أن الانفصالية أمينتو حيدر تتمتع بكامل قواها العقلية، وبالتالي لم يتم اتخاذ أي قرار بشأن إجبارها على الأكل، كما طالبت بذلك مندوبية الحكومة الإسبانية بجزر الكناري. وقالت مصادر إعلامية إسبانية إن طبيبا شرعيا وكاتبا قضائيا وشرطيين ومترجما قاموا ليلة الأحد الماضي بالحلول بمطار لانثاروتي بجزر الكناري من أجل الاطلاع على الحالة الصحية للانفصالية أمينتو حيدر، وقال بيان لمندوبية الحكومة الإسبانية بجزر الكناري إنها هي التي سمحت لهذا الفريق لكي يطلع على الأحوال الصحية للانفصالية من «أجل اتخاذ كافة الإجراءات الضرورية لضمان حياة أمينتو والسلامة الجسدية لها». ومن بين الإجراءات التي قد تتخذ في حق الانفصالية في حالة تدهور صحتها نقلها إلى مركز استشفائي. وأضافت صحيفة «إلباييس» أن هدف الحكومة الإسبانية هو أن تضمن حياة الانفصالية أمينتو حيدر بعدما فشلت كل المساعي التي قامت بها مدريد من أجل ضمان عودتها إلى المغرب. وأشارت نفس الصحيفة إلى أن حيدر عندما رأت القاضي والطبيب والشرطيين يدخلون المطار ويطردون مساعديها من المكان الذي تقيم فيه، قالت لهم محذرة «إنها نفس أساليب المغاربة. لا أريد أي علاج طبي أكثر من العلاج الذي يقدمه إلى مدير المستشفى في لانثاروتي، ولا أريد أن أدخل المشفى. أنا حرة ومسؤولة عن تصرفاتي»، بينما رد عليها القاضي بأنه سيحترم إرادتها. ومن جهتها، نقلت وكالة الأنباء الإسبانية «أوربا بريس» عن رئيس كونغرس النواب الإسباني خوسي بونو قوله إن إسبانيا لا يمكنها أن تغير إرادة الملك محمد السادس، وإن مدريد قدمت كل ما في وسعها كي تنقذ حياة أمينتو حيدر. ومن جانبها، عبرت بينيتا فيريرو فالدنر عن ثقتها بأن الرباطومدريد ستتوصلان إلى ما أسمته «حلا سياسيا أو إنسانيا» لمشكل أمينتو حيدر الذي اختلقته لتحقيق أجندة خارجية، بعدما تخلت بشكل إرادي عن جنسيتها المغربية. وذكرت مفوضة العلاقات الخارجية بالاتحاد الأوربي عبارة يستشف منها أن الاتحاد الأوربي غير معني بمشكلة حيدر، إذ قالت خلال ندوة صحفية نظمتها أمس الاثنين إن هذا المشكل هو «شأن ثنائي بين المغرب وإسبانيا ويجب أن يكون كذلك». ومن جهة أخرى، كان انفصاليو الداخل بمدينة العيون قد دعوا إلى شن إضراب عام يكتفي فيه المضربون بعدم الخروج أول أمس الأحد من منازلهم، وقد راهن منظمو الإضراب على إظهار التعاطف مع أمينتو حيدر، التي تخوض إضرابا عن الطعام بمطار لانثاروتي بجزر الكناري، لكن إلى حد كتابة هذه الأسطر يبدو أن بوليساريو الداخل فشلوا في تحقيق أهدافهم، حيث كانت الحركة بشوارع العيون عادية، بل هنالك مِن الصحراويين مَن تعمد الخروج صبيحة نفس اليوم إلى الشارع ليظهر أنه يرفض ما نادى به انفصاليو الداخل الذين أصبحوا يتخبطون في الأخطاء بسبب عدم وجود تأييد لهم داخل مدن الصحراء المغربية.