ما حدث أول أمس الثلاثاء من تحول المواجهة السياسية بالأفكار إلى مواجهة بالأسلحة البيضاء والحجارة بين مرشحي حزبي الحركة الشعبية والتقدم والاشتراكية بالحي المحمدي بالدار البيضاء أمر خطير ويطرح الكثير من علامات الاستفهام، إن ما حدث يشكل الجواب العملي والواقعي على سؤال: لماذا يعزف المغاربة عن العمل السياسي؟ وبالتالي لا يشاركون في العمليات الانتخابية. إن مثل تلك السلوكات، البعيدة كل البعد عن نبل العمل السياسي كما هو متعارف عليه دوليا، تؤدي إلى زيادة تنفير المغاربة من السياسية والسياسيين وتضع مبررات معقولة لمروجي خطاب المقاطعة، لذلك يجب أن تتدخل الدولة، من خلال النيابة العامة باعتبارها الجهة المختصة، للضرب بيد من حديد على أيدي من يريدون أن يحولوا التنافس السياسي من خلال الأفكار والبرامج إلى أعمال بلطجة تسود فيها الغلبة للأقوى والأكثر دموية. لقد حان الوقت بالنسبة للأحزاب السياسية أن تقطع مع بعض الممارسات التي تسيء لها وللعمل السياسي بشكل عام، من خلال حسن اختيار المرشحين والاعتماد على المناضلين عوض بلطجية الانتخابات الذين لا يتوانون عن فعل أي شيء مقابل التعويض المادي الذي يحصلون عليه، وكذلك من خلال تقديم توجيهات واضحة إلى المرشحين بتجنب الاحتكاكات مع باقي المتنافسين وحلها بالطرق الحضارية في حال وقوعها عوض الاحتكام إلى لغة الأسلحة البيضاء التي لن تزيد المغاربة إلا عزوفا عن السياسية والسياسيين.