سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أساتذة كلية الطب بوجدة يهددون بإضراب غير محدود احتجاجا على ضعف الهيكلة الأساتذة بعثوا برسالة توضيحية إلى مستشاري الملك والعميد يؤكد أنهم يتحركون وفق أجندة «جهات أخرى»
هدد 21 من الأطباء الأساتذة بكلية الصيدلة بمدينة بوجدة بخوض إضراب غير محدود إذا استمر ما وصفوه ب«سالاختلالات العميقة» التي تعيشها الكلية، في الوقت الذي تتحدث فيه الإدارة عن أن الأمر يتعلق ب11 أستاذا محتجا هدفهم التصعيد لإفشال تجربة الإدارة الفتية. وأكد الأساتذة الغاضبون أن الكلية تعيش ضعفا ملحوظا في الهيكلة ووجهوا انتقادات إلى العميد وقالوا إنه «يستفرد بجميع القرارات في تعبير صارخ عن الشطط في استعمال السلطة». وتحدث الأطباء عن منعهم من مجالات البحث العلمي والتكوين المستمر «من خلال الرفض المطلق والمسبق لكل الطلبات المقدمة في هذا السياق»، مبرزين في الوقت نفسه أنه لم تتم إلى حد الآن ملاءمة المقررات التي يتم تلقينها مع المناهج المتبعة داخل الكلية مع نظيرتها في كليات الطب الأخرى بالمغرب، بالإضافة إلى عدم اكتمالها وغياب أية جدولة مفصلة لها، مما ينعكس سلبا على جودة تكوين الطلبة. وانتقد الأساتذة الأطباء عدم تجهيز مرافق الكلية بالوسائل البيداغوجية والعلمية، رغم توفر الميزانية اللازمة لذلك، وشددوا على أن حركتهم الاحتجاجية ستستمر حتى تتغير الأوضاع إلى الأفضل. وأقدم الأساتذة على بعث رسالة تشرح ما يجري داخل الكلية إلى كل من مزيان بلفقيه ومحمد معتصم، مستشاري ملك البلاد، تلتمس التدخل لفك المشكل وإيجاد حلول ناجعة له. من جهته، أكد الدكتور نور الدين قدوري، عميد كلية الطب والصيدلة بمدينة وجدة، أن الكلية ما تزال في بدايتها وتحتاج حسب الضوابط القانونية المنظمة إلى أساتذة مرسمين من الناحية القانونية لشغل وعضوية اللجان الإدارية، وهو الشرط الذي لا يتوفر في الأساتذة الموجودين. وأضاف في اتصال مع «المساء» أنه حاول تجاوز هذا المشكل بعد تدخلات من طرف بعض المهنيين في مدن أخرى بالاتفاق مع الأساتذة على شغل تلك اللجان «غير أنهم تراجعوا عن الاتفاق رغم محاولاتي إنجاحه». وأشار الدكتور قدوري إلى أن العمل داخل الكلية ماض على قدم وساق، حسب المناهج الدراسية المقررة المطابقة لما يجري به العمل داخل باقي كليات الطب والصيدلة بالمدن المغربية المختلفة، نافيا في الوقت نفسه ما تحدث عنه الأساتذة بشأن تضرر الطلبة مما أسموه «ممارسات عميد الكلية» ومنها «ترهيب الطلبة وتحميلهم تبعات الخلاف القائم بين العمادة وهيئة التدريس، مما يجعلهم كبش فداء لهذا الوضع غير الطبيعي». واتهم العميد الأساتذة بالعمل وفق أجندة مصالح «جهات أخرى» هدفها التصعيد ضد الكلية الفتية وإدارتها، من خلال اتخاذ مبادرات تصعيدية ومنها استغلال غيابه نهاية أكتوبر الماضي «والدخول إلى مدرجات الكلية وإخراج الطلبة منها عنوة لتوريط الطلبة في خلافهم مع الإدارة، وهو الأمر الذي نرفضه تماما». وبشأن تجهيز مرافق الكلية، أوضح العميد أن جميع التجهيزات موجودة وأن إدارة الكلية تقدمت بطلبات عروض وحصلت على الموافقة وجلبت إلى الكلية ما تحتاجه من تجهيزات «وهذا أمر بإمكان زائر الكلية التأكد منه بنفسه». وعبر الدكتور قدوري عن أمله في أن يتجاوز الأساتذة خلافهم مع إدارة الكلية ويعملوا على خدمة الطلبة وتطوير معارفهم وإمكانياتهم لخدمة سكان المنطقة، مبرزا أن الأساتذة الأطباء شرعوا، منذ نحو شهر، في العمل داخل مستشفى الفارابي بالمدينة الحدودية في انتظار الانتهاء من بناء المركز الاستشفائي الجامعي المقرر في شهر يونيو من عام 2011، بعدما نجحت عمادة الكلية في إقناع وزارة الصحة والمدير الجهوي لمستشفى الفارابي بالموضوع. يذكر أن كلية الطب والصيدلة بمدينة وجدة فتحت أبوابها قبل عام، وتنتظر المؤسسات الاستشفائية بالمدينة الحدودية وباقي مدن الجهة الشرقية تخرج الدفعة الأولى لسد الخصاص الذي تعاني منه، وتطوير الخدمة الطبية للمرضى.