صرح المفوض الأوربي المكلف بشؤون المناخ والطاقة، ميغيل آرياس كانيتي، بأن الاتحاد الأوربي والمغرب سينظمان منتدى دوليا بالرباط يومي 12 و13 أكتوبر، لتبادل وجهات النظر حول تقليص انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، ومناقشة الإجراءات الواجب اتخاذها للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري . وتسعى المفوضية الأوربية إلى الحيلولة دون ارتفاع درجة حرارة الأرض بدرجتين مئويتين من الآن. وقال في هذا الصدد إن الغرض من تنظيم هذا المنتدى ليس معاتبة بلد لم يبذل جهودا لتقليص الانبعاثات الكربونية أو مطالبته ببذل مجهود أكبر» بل دافع المفوض الأوربي لشؤون المناخ والطاقة عن المقترح «الطموح جدا» الذي تقدم به المغرب، والقاضي بتقليص انبعاث ثاني أكسيد الكربون بنسبة 32 %، ودعا الدول الإفريقية الأخرى إلى الاحتذاء بالمغرب في هذا المجال. وعلى صعيد متصل، طالب ميغيل ارياس كانيتي يوم الخميس دول مجموعة العشرين كالأرجنتين والبرازيل بتقديم أهدافها «الطموحة» لتقليص انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، للمساهمة في اتفاق عالمي من المرتقب أن يُتوصل إليه في قمة المناخ العالمية التي ستعقد بباريس في دجنبر المقبل برعاية هيئة الأممالمتحدة. وذكر المفوض الأوربي بأن كريستينا فيغيريس، الأمين التنفيذي لاتفاقية الأممالمتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ قد حذرت خلال الأسبوع الماضي من أن «الالتزامات التي وضعتها الدول فوق الطاولة قد لا تحول دون ارتفاع درجة حرارة الأرض درجتين عن المعدل الحالي». يذكر أن ارتفاع درجة حرارة الأرض لأكثر من درجتين مئويتين يهدد باختفاء الكتل الجليدية الضخمة وارتفاع سطح البحر واختفاء عدة أنواع من المحاصيل وزيادة الفقر وارتفاع الهجرات البشرية للبحث عن الغذاء إلخ. وطالب المفوض الأوربي لشؤون المناخ والطاقة دول مجموعة العشرين كالأرجنتين والبرازيل والهند وإندونيسيا والمملكة العربية السعودية وجنوب إفريقيا وتركيا بتقديم مقترحاتها لتقليص انبعاثات ثاني أكسيد الكربون «عاجلا»، وشدد على ضرورة مساهمة الدول الأخرى في هذا المجال. ويسعى الاتحاد الأوربي إلى التوصل إلى اتفاق عالمي في قمة المناخ العالمية بباريس، التي يعتبر خبراء المناخ أنها الفرصة النهائية والأخيرة لقادة العالم للتوصل إلى اتفاق لإنقاذ الأرض. من جهة أخرى، استحسن المفوض الأوربي التزام 56 دولة تفرز 61 في المائة من مجموع الانبعاثات الكربونية بخفض نسبة انبعاث هذا الغاز في الجو، مقابل التزام 35 دولة حاليا تمثل 14 في المائة فقط من الانبعاثات المذكورة، فضلا عن أن هذه الالتزامات لم تصدر فقط عن أكبر الدول الباعثة لثاني أكسيد الكربون: الولاياتالمتحدةالأمريكية والصين والاتحاد الأوربي، بل التزمت أيضا دول فقيرة من إفريقيا والكاريبي والمحيط الهادي بالمساهمة في هذا المسعى الكوني. مع ذلك، شدّد السياسي الإسباني على أن الدول التي وافقت على المساهمة على خفض انبعاث هذا الغاز السام في الجو «لا تمثل إلى الربع من مجموع الدّول» وأنه على أقل تقدير يجب أن تلتزم الدول التي تفرز 80 في المائة من ثاني أكسيد الكربون في الجو قبل انعقاد قمة المناخ العالمية بباريس في دجنبر المقبل. يذكر أن المنتدى الدولي حول المناخ الذي سيُعقد بالرباط يومي 12 و13 أكتوبر يكتسي أهمية قصوى، خصوصا بعدما أصدرت الإدارة الوطنية الأمريكية للمحيطات والغلاف الجوي تقريرا نُشر يوم الخميس أكدت فيه أن شهر يوليوز الماضي هو أشد الشهور حرارة منذ سنة 1880، فقط بلغ متوسط حرارة الأرض والمحيطات خلاله 16.61 درجة مئوية، وذكر التقرير ذاته أن سنة 2014 كانت الأشد حرارة على الإطلاق، وهو ما سيجعل دول العالم مطالبة بالتوصل إلى اتفاق في قمة المناخ العالمية بباريس لإنقاذ كوكب الأرض.