أتى حريق اندلع، نهاية الأسبوع الماضي، بالسوق الأسبوعي بحي كولوش بوجدة، على عدد من الخيام المعدة لبيع وجبات السمك المشوي والملابس المستعملة والمتلاشيات، دون أن يخلف ضحايا وخسائر مادية كبيرة، على اعتبار أن الحادث وقع قبل وصول غالبية الباعة ومباشرة الأنشطة التجارية التي تنطلق، عادة، مساء نفس اليوم، وتتكثف يوم الأحد . وتمكنت عناصر الوقاية المدنية بوجدة من السيطرة بشكل كلي على الحريق الذي وصف بالخطير بعد أن اندلعت شراراته في مكانين مختلفين وفي نفس الوقت، حسب الباعة الحاضرين. عبد العالي، أمين سوق الخضر والفواكه بأسواق وجدة، أشار إلى أن هناك أيادي خفية عملت على إشعال الحرائق في السوق، بحيث اندلعت النيران في نفس الوقت بمكانين يتباعدان عن بعضهما بحوالي 300 متر، متهما، بناء على بحث وتصريحات عدد من الباعة، شخصا معروفا لديهم، انسحب بمجرد أن تأججت ألسنة النيران، مؤكدا على قرار أمانة الأسواق على متابعته قضائيا. وذكر بمطلب الباعة المرفوع إلى السلطات المحلية والمنتخبة بتسقيف السوق قبل متمّ السنة الجارية، بحكم أن هؤلاء شريحة من المجتمع يفوق عددهم ثلاثة آلاف بائع أغلبهم فقراء يعولون أكثر من 20 ألف فرد من أسرهم، دون الحديث عن المتبضعين من مختلف مناطق الجهة الشرقية الذين يعدون بالآلاف. وأشار إلى أن مطلب هذه الفئة من المواطنين سهل يتمثل في البحث عن مكان هادئ للاستقرار وضمان قوتهم وقوت أفراد أسرهم، "نحن لا نطالب بتقاعد ولا بتغطية صحية أو تدريس أطفالنا… نحن مساكين ونعيش تحت الشمس الحارقة، والأمطار الغزيرة والعواصف الرعدية والرملية طيلة السنة، بحثا عن قوت يومي، بعد أن أدينا 120 درهما للمتر المربع الواحد وهو ما أدر على صندوق الجماعة 350 مليون سنتيم". الباعة هددوا بالتصعيد في حال ما إذا لم تستجب السلطات المحلية والمنتخبة لمطالبهم، مذكرين بأنهم لن يتنازلوا عن حقهم وقرروا مقاطعة السوق وتجميد أنشطتهم وتعليقها إذا لم يتم الاستماع إليهم وإيجاد حلول لهم تضمن كرامتهم وتصون حقوقهم، كما ألحوا على عودة سوق الغنم إلى مكانه بنفس السوق معلنين بأن السوق سيكون في موعده أيام عيد الأضحى المقبل. الحادث خلف استياء كبيرا، خاصة أن كوارث الأسواق التي تعرضت لحرائق، سوق مليلية بوجدة وسوق المركب التجاري بالناظور وأسواق تاوريرت، والتي لم تعرف أسبابها لحد الآن ما زالت مشاهدها المرعبة ماثلة أمام أعين التجار والحرفيين المتضررين بسبب الخسائر الفادحة التي لحقت بهم، والذين لا يزال بعضهم، بتاوريرت والناظور، ينتظر عملية إتمام بناء السوق النموذجي مولاي علي الشريف لممارسة تجارتهم في ظروف مناسبة . يشار إلى أن السوق الأسبوعي بحي كولوش يعد من أكبر الأسواق الأسبوعية بالجهة الشرقية، معروف في بلدان أوروبا مثل بلجيكا وفرنسا وألمانيا بفضل العمال المغاربة في المهجر الذي يقصدونها كلما حلّوا ببلدهم ويعرضون سلعهم، ويتجاوز رقم معاملته المليار سنتيم ويدر على الجماعة الحضرية حوالي 150 مليون سنتيم سنويا، كما أن جميع أنواع البضائع تعرض هناك، خضر وفواكه وأسماك ومواد غذائية وتوابل ومنتجات يدوية وبلاستيكية وملابس مستعملة ودراجات هوائية ونارية وقطع الغيار المستعملة.