شب حريق مهول ليلة الخميس الجمعة في سوق مليلية الذي يعتبر من أكبر أسواق مدينة وجدة وأكثرها رواجا، مما تسبب في مقتل 20 شخصا حسب المعطيات الأولية التي توصلت بها بيان اليوم من مصادر إعلامية بعين المكان وخلف أضرارا مادية جسيمة. واندلع الحريق في تمام الساعة الواحدة والنصف بعد منتصف ليلة الخميس/ الجمعة، نتيجة عطل مفاجئ طال مكيفا هوائيا كهربائيا في أحد متاجر السوق، أفضى إلى تماس كهربائي لم يتوقف إلا بعد أن خلفت شراراته ألسنة لهب امتدت إلى مخزون هام من الأثواب والأقمشة كانت معدة للبيع بمناسبة عيد الفطر. وحسب مصادرنا بوجدة التي عاينت أطوار الحريق، امتدت النيران بسرعة مذهلة إلى 1067 محلا تجاريا، كان ما بقي من أصحابها ينوون الإغلاق بعد أن خلا السوق تقريبا من زبائنه، وبعد أن دنا موعد وجبة السحور. وقد تعذر على هذه الفئة القليلة من أصحاب المحلات التجارية مقاومة النيران، خاصة في غياب تام للمياه المقطوعة منذ الأربعاء الماضي من طرف شركة التوزيع التي حددت، في إشعار سابق، مدة حرمان سكان وجدة من الماء مابين الرابع والعشرين والسابع والعشرين من شهر غشت الجاري. واعتبرت مصادرنا أن تدخل رجال المطافئ، بعد حوالي 20 دقيقة من اندلاع الحريق، كان متأخرا لأنه لم يسمح باحتوائه في الوقت المناسب، ما أدى إلى تعذر بلوغ المحلات المتواجدة في مركز السوق والتي لم يتم إخماد السنة لهبها إلا في حدود الساعة السابعة صباحا. ووفق المصادر ذاتها، ضمت لائحة ضحايا حريق سوق مليلية تاجرين وثمانية عشرة شخصا من ساكنة الأحياء المجاورة، حاصرتهم النيران بعد أن كانوا يتجولون في ممرات السوق. وقدرت السلطات العمومية، صباح أمس الجمعة، خسائر الحريق بأكثر من 10 ملايير سنتيم. هذا ونظم التجار المتضررون من الحريق، صباح أمس الجمعة، مسيرة انطلقت من الساحة المطلة على أنقاض السوق، وتوجهت إلى ولاية وجدة من أجل لفت انتباه السلطات إلى حجم الخسائر والمطالبة بالتعويض . يشار إلى أن سوق مليلية يشهد إقبالا يوميا كثيفا ليس فقط من طرف ساكنة المدينة بل أيضا من قبل سائحين مغاربة وأجانب تستهويهم مختلف منتوجاته (ملابس وأقمشة وبطانيات وأدوات خشبية ومنزلية وأفرشة...) المصنوعة محليا أو المستوردة من الجزائر وإسبانيا.