أثارت زيارة عامل تارودانت لسوق المدينة جنان الجامع، مرفوقا برئيس المجلس البلدي، جدلا واسعا، وسط بعض الهيئات المدنية والسياسية بالمدينة، لتزامنها مع الظرفية الحالية للاستحقاقات الانتخابية المقبلة. وفي هذا الصدد، ندد فرع حزب العدالة والتنمية، بما وصفه بالحملة الانتخابية السابقة لأوانها التي تقودها السلطات الإقليمية والمحلية لفائدة حزب رئيس المجلس البلدي، مضيفا أن هذه الزيارة المفاجئة، تأتي بعد أيام قليلة فقط من الاستحقاقات الانتخابية، مما يثير أكثر من علامة استفهام بشأنها. وقال مسؤولو فرع الحزب إنه سبق لهم توجيه العديد من المراسلات بخصوص مشاكل التجار إلى الجهات المعنية، دون أن تتم الاستجابة لهاته الملتمسات والاقتراحات التي من شأنها تأهيل هذا السوق الذي يعد الأكبر بالمدينة. من جانبه، استغرب احمد ايت أمغار رئيس جمعية النور للتنمية والتضامن لتجار وحرفيي جنان الجامع وضواحيه، توقيت هاته الزيارة المفاجئة ووصفها بغير البريئة، على اعتبار أنها تخدم مصالح أطراف سياسية لها نوايا انتخابوية صرفة، وأضاف المصدر نفسه أن زيارة عامل الإقليم، التي تعد الأولى من نوعها لم يكن لها أي وقع ايجابي على السوق، على اعتبار أن مسؤولي العمالة توصلوا قبل أزيد من أربع سنوات بملف متكامل يتضمن جملة المشاكل التي يتخبط فيها السوق البلدي، دون أن يتم تفعيل هاته المراسلات لتبقى مشاكل السوق البلدي عالقة دون أن تجد طريقها إلى الحل. وأشار المصدر نفسه إلى أن اللقاء التواصلي الذي جمع عامل الإقليم بتجار السوق البلدي عقب الزيارة الأخيرة، لم يحقق الغاية المنشودة منه، بعد أن تم إغفال عدد من النقاط الرئيسة التي تهم واقع السوق، خاصة ما تعلق منها بطريقة فرض عقدة الكراء من طرف رئيس المجلس البلدي على تجار السوق وما واكب ذلك من اختلالات قانونية، مما أجج غضب أغلب التجار الذين امتنعوا عن توقيع العقد، وهو ما جعل جمعية التجار ترفع لاحقا شكاية في الموضوع تحت عدد 12/2003 والشكاية عدد 529/03ش بتاريخ 20 فبراير 2003 المتعلقة بصفقة التبليط المغشوشة. هذا إلى جانب الغموض الذي لف برنامج رواج الذي أشرفت عليه غرفة التجارة، دون أن يحقق الأهداف المتوخاة منه. وجدير بالذكر أن عامل الإقليم كان قد تحدث في كلمته عن الوضعية المزرية التي آل إليها هذا السوق الذي يعتبر مرآة المدينة، وتطرق إلى جملة المشاكل التي يتخبط فيها، من ضمنها أرضية السوق ومشاكل الصرف الصحي والماء الصالح للشرب والطريقة العشوائية في عملية التسقيف والربط بالكهرباء العشوائية التي تسببت في حرائق سابقة، هذا إلى جانب مشكل السير والجولان والازدحام وإغلاق الممرات من طرف الباعة المتجولين، داعيا إلى تضافر الجهود والتفاعل الإيجابي بين مختلف المتداخلين، قصد الوقوف على الحاجيات والضروريات وفق تدبير عقلاني.