عادت جماعات البحث عن الكنوز في الظهور مجددا بإقليم تيزنيت، وذلك عقب القبض في الساعات الأولى من صباح الخميس الماضي على فردين ينحدران من عمالة إنزكان أيت ملول بدوار «المرس أولاد عمرو» بجماعة المعدر الكبير بإقليم تيزنيت، وهي عصابة متخصصة في التنقيب عن الكنوز باستعمال آيات من القرآن الكريم وبعض الطلاسم غير المفهومة في جنح الظلام. واستنادا إلى مصادر من مكان الحادث، فإن القبض على المعنيين تم من قبل سكان المنطقة، الذين أخبروا السلطات المحلية والدرك الملكي بوجود تحركات مشبوهة على مستوى منطقة «المرس أولاد عمرو»، بعد أن سمعوا تلاوة القرآن في جنح الظلام من قبل غرباء، وهو الأمر الذي أثار شكوكا لديهم، لتتحرك بعدها الاتصالات الهاتفية بين ساكنة الدوار وممثليهم في الجماعة القروية، ويتفقوا جميعا على محاصرة المعنيين وإغلاق المنافذ التي قد تساعدهم على الفرار، إلى حين حضور السلطات المحلية ورجال الدرك الملكي، الذين اقتادوا المعنيين إلى السرية الإقليمية ووضعهم رهن الحراسة النظرية. وقد اختار الموقوفان المزدادان على التوالي في سنة 1979 و1982 شجرة معروفة لدى ساكنة المنطقة منذ القديم ب»تركانت ن الذهب»، ومعناها «أركانة الذهب»، حيث يعتقد أن بها كنزا قديما، أو أنها تحوي خارطة لبعض الكنوز التي يحتمل تواجدها بالمنطقة، ولم تثر الشجرة اهتمام أحد إلا بعد قدوم الموقوفين إليها، ووضع أربع علامات تفيد تحديدهم لمواقع الكنوز بالمنطقة، وحرصهم على الوضوء وقراءة القرآن بصوت مسموع قبل أن يكتشف أمرهم، ويتم إفشال العملية من مهدها. ومعلوم أن عصابات الكنوز تنشط كثيرا بإقليم تيزنيت، مستغلة رغبة البعض في الثراء السريع، وسذاجة البعض الآخر، حيث فشلت في وقت سابق عملية مماثلة للتنقيب عن كنز بمحيط مسجد «تيزكي» التابع لجماعة «تافراوت المولود» القروية، بعد أن اكتشف السكان وجيران المسجد أمرهم مباشرة بعد انطلاقهم في عملية النبش عن الكنز في زوايا المسجد، كما ألقى سكان دوار «إدهملا» بجماعة بونعمان بإقليم تيزنيت في وقت سابق القبض على إمام مسجد متهم بمرافقة عصابة متخصصة في إخراج الكنوز، إلى مقبرة «سيدي المخفي» الكائنة بنفس الدوار، وذلك في حدود الثانية صباحا، وذلك بعد أن شوهدت الأضواء من قبل السكان بالمقبرة، فقاموا بمحاصرتها من كل الجوانب، وإرغام الباحثين عن الكنز على الاستسلام، وهو ما أسفر حينها عن استسلام الفقيه الذي يشتغل إماما بجماعة «أربعاء آيت عبد الله» بإقليم سيدي إفني، إلى حين حضور رجال الدرك الملكي، فيما لاذ بقية أفراد المجموعة بالفرار. وارتباطا بالموضوع، تعرضت مواقع اثرية بجماعة أكلو بتيزنيت، لعمليات نبش وتنقيب من قبل مجهولين يبحثون عن الكنوز المحتمل وجودها بالمنطقة، استنادا إلى الروايات التاريخية التي تتحدث عن استقرار الاجانب بالمنطقة، حيث حاول المشعوذون الذين تجهل هويتهم لحد الآن تخريب المآثر المذكورة، وهو ما كان حينها موضوع استغاثة من طرف النسيج الجمعوي بجماعة أكلو بتيزنيت. يذكر أن عملية البحث عن الكنز المزعوم ليست الأولى من نوعها بإقليم تيزنيت، حيث فشلت محاولات أخرى سابقة، بسبب يقظة السكان وانتباههم لأي حركة غير عادية بدواويرهم، ومن المنتظر أن تعرف قضية جماعة المعدر الكبير تطورات أخرى في الأيام القادمة، خاصة بعد استكمال التحقيق وظهور الأسباب الحقيقية وراء قدوم المعنيين لشجرة قديمة بالمنطقة تدعى «تركانت ن الذهب».