ألقى سكان دوار «إدهملا» بجماعة بونعمان بإقليم تيزنيت، القبض على إمام مسجد متهم بمرافقة عصابة متخصصة في إخراج الكنوز إلى مقبرة «سيدي المخفي» الكائنة بنفس الدوار، في حدود الثانية من صباح أول أمس. وحسب مصدر من عين المكان، فإن الأضواء التي شوهدت بالمقبرة أثارت انتباه بعض السكان الذين حاصروا المقبرة من كل الجوانب، وأرغموا الباحثين عن الكنز على الاستسلام، مما أدى إلى استسلام الفقيه وهروب بقية أفراد المجموعة. واستنادا إلى نفس المصدر، فإن سكان البلدة القروية حاصروا الإمام بالمقبرة إلى أن حضر رجال الدرك الملكي بالسرية الإقليمية لتيزنيت، حيث اقتيد المتهم للتحقيق، فيما استمعت الضابطة القضائية صبيحة اليوم الموالي إلى المشتكين والمتهم على حد سواء، وبدأت حملة للبحث في صفوف بقية أعضاء العصابة، الذين تم توقيف اثنين منهم في وقت لاحق. وكان الفقيه، الذي يشتغل إماما بجماعة «أربعاء آيت عبد الله» بإقلليم سيدي افني، قد قَدِمَ إلى المنطقة رفقة معاونيه على متن سيارة خاصة رَكَنوها بمكان بعيد عن المقبرة مخافة إثارة الانتباه، لكن استعمالهم لبعض الأضواء كشف أمرهم وأفسد خطتهم في البحث عن الكنز، بعد دقائق من انطلاق الفقيه في عملية رش القبر المستهدف بالماء وقراءة بعض الطلاسم الخاصة. يذكر أن عملية البحث عن الكنز المزعوم ليست الأولى من نوعها بالمنطقة، حيث فشلت محاولات أخرى سابقة، بسبب مرابطة السكان بمقبرة «سيدي المخفي» التي تعتبر من أهم المزارات التي يرتادها السكان، وخاصة من النساء اللائي يقضين الليل في بعض الأحيان بالمقبرة. وبسبب توالي محاولات البحث عن الكنز بها، فقد عمد السكان إلى تشديد الحراسة بها، بعد أن فوجئوا في وقت سابق بنبش أحد القبور والعبث بجثة صاحبه من طرف مجهول أو مجهولين، حيث أعادوا دفن الجثة وشددوا الرقابة، ومن المنتظر أن تعرف القضية تطورات أخرى في الأيام المقبلة، خاصة بعد استكمال الحراسة النظرية وتقديم المعنيين أمام أنظار النيابة العامة بابتدائية تيزنيت