عادت جماعات البحث عن الكنوز إلى الظهور مجددا بإقليمتيزنيت، إذ تم القبض، ليلة أمس الثلاثاء، على فردين ضمن عصابة مكونة من خمسة أشخاص بمنطقة جبلية بجماعة أربعاء رسموكة بإقليمتيزنيت، متخصصة في التنقيب عن الكنوز. واستنادا إلى مصادر من عين المكان، فإن القبض على المعنيين تم من قبل سكان المنطقة، الذين أخبروا السلطات المحلية والدرك الملكي بوجود تحركات مشبوهة في منطقة «وارزميمن» القريبة من دواري «أيت إغيل» و«قصبة أمزيل»، في الجماعة ذاتها. وأضافت المصادر أن التوقيف طال شخصين فقط من أفراد العصابة، فيما لاذ الآخرون بالفرار في جنح الظلام، على متن سيارة خفيفة، وقد تعرفت السلطات الأمنية على هوية الموقوفين الذين يتحدر أحدهم من ضواحي أكادير فيما يتحدر الثاني من إقليمتارودانت، حيث وجدت بحوزتهم أدوات الحفر والتنقيب. وقد اقتيد المعنيان إلى سرية الدرك الملكي بتيزنيت في انتظار تقديمهما إلى العدالة والكشف عن باقي المعطيات التي قد تقود لتوقيف بقية المتورطين. معلوم أن عصابات الكنوز تنشط كثيرا بإقليمتيزنيت، مستغلة رغبة بعض الأشخاص في الثراء السريع، وسذاجة بعضهم الآخر، حيث فشلت في وقت سابق عملية مماثلة للتنقيب عن كنز بمحيط مسجد «تيزكي» التابع لجماعة «تافراوت المولود» القروية، بعد أن اكتشف السكان وجيران المسجد أمرهم مباشرة بعد انطلاقهم في عملية النبش عن الكنز في زوايا المسجد، كما ألقى سكان دوار «إدهملا» بجماعة بونعمان بإقليمتيزنيت، القبض في وقت سابق على إمام مسجد متهم بمرافقة عصابة متخصصة في إخراج الكنوز، إلى مقبرة «سيدي المخفي» الكائنة بنفس الدوار، في حدود الثانية صباحا، بعد أن شوهدت الأضواء من قبل السكان بالمقبرة، فقاموا بمحاصرتها من كل الجوانب، وإرغام الباحثين عن الكنز على الاستسلام، وهو ما أسفر حينها عن استسلام الفقيه الذي يشتغل إماما بجماعة «أربعاء آيت عبد الله» بإقليمسيدي إفني، إلى حين حضور رجال الدرك الملكي، فيما لاذ بقية أفراد المجموعة بالفرار. وارتباطا بالموضوع، تعرضت مواقع أثرية بجماعة أكلو بتيزنيت، لعمليات نبش وتنقيب من قبل مجهولين يبحثون عن الكنوز المحتمل وجودها بالمنطقة، استنادا إلى الروايات التاريخية التي تتحدث عن استقرار الأجانب بالمنطقة، حيث حاول المشعوذون الذين تجهل هوياتهم لحد الآن تخريب المآثر المذكورة، وهو ما كان حينها موضوع استغاثة من طرف النسيج الجمعوي بالمنطقة. يذكر أن عملية البحث عن الكنز المزعوم ليست الأولى من نوعها بإقليمتيزنيت، إذ فشلت محاولات أخرى سابقة، بسبب يقظة السكان وانتباههم لأي حركة غير عادية بدواويرهم، ومن المنتظر أن تعرف قضية جماعة رسموكة تطورات أخرى في الأيام القادمة، خاصة بعد استكمال التحقيق والقبض على بقية المتورطين في العملية وتقديمهم إلى النيابة العامة بابتدائية تيزنيت.