في تطورات مفاجئة، قرر الوكيل العام بمحكمة الاستئناف بالجديدة إحالة ملف النزاع بين نقابات سيارات الأجرة الكبيرة على الشرطة القضائية الإقليمية، بعد أن كان المركز الترابي للدرك يباشر البحث في الصراع القائم بين ممثلي نقابتين، الأولى تعمل بالمدار الحضري لمدينة الجديدة والثانية بجماعة مولاي عبد الله أمغار، هذا الصراع الذي نجم عنه تعرض الكاتب العام للكنفدرالية الديمقراطية للشغل وممثل النقابة الأولى لاعتداء نتج عنه نقله على وجه السرعة إلى إحدى المصحات حيث أجريت له عملية جراحية مستعجلة. ويحكي أحمد كراطي للدرك أنه تعرض ليلة الحادثة لعملية اختطاف مدبرة من طرف شخصين تابعين لطاكسيات جماعة مولاي عبد الله، بعد أن اقتاده أحدهما بالقوة داخل سيارة أجرة وأحكم قبضته عليه داخل الكراسي الخلفية في حين قام الثاني بقيادة السيارة بسرعة جنونية، وهي اللحظة التي ظلت خلالها رجلا الضحية حسب أقواله، ممدودتين بالخارج لأن باب السيارة ظل مفتوحا، وأضاف أن المعتدي وضع سكينا على عنقه ووجه له لكمات قوية مما دفعه إلى الدفاع عن نفسه بكل قواه الجسمية وأكد أن لحظات التشابك والعراك تمت أمام أنظار أحد رجال شرطة المرور الذي كان مكلفا بحراسة «رحبة الغنم» واستغرب عدم إبلاغه جهاز الأمن بواقعة الاختطاف. وأضاف أحمد كراطي في بلاغه أن المنطقة التي قام المعتديان برميه فيها اعتقدا أنها خالية من السكان، لكن تجمهر بعضهم حال دون تنفيذ الخطة التي كانا ينويان تنفيذها حيث سمعهما وهما يتحدثان عن نيتهما قتله ورميه في أرض يسمونها (الغويبة). الدرك عثر على أحمد كراطي مرميا بالجرف الأصفر وهو في حالة حرجة حيث تم نقله إلى المستشفى، وفور وصول خبر الاعتداء عليه توجهت حشود غفيرة من أصحاب وسائقي سيارات الأجرة إلى الباب الرئيسي لمحكمة الاستئناف معبرين عن تضامنهم مع المعتدى عليه ومطالبين بفتح تحقيق نزيه وهو ما تمت الاستجابة له فورا بقرار صادر عن الوكيل العام لمحكمة الاستئناف، يحيل من خلاله ملف القضية على الشرطة القضائية بالجديدة بعد أن كان الملف من اختصاص الدرك. أمين حرفيي سيارات الأجرة بجماعة مولاي عبد الله اتهم المشتكي أحمد كراطي بكونه هو أصل الصراع، وأكد بأن المشتكى بهما كانا في نزاع مع أحمد كراطي قبل أربع وعشرين ساعة من هذه الواقعة المزعومة، مؤكدا بأنه قد توجه إلى سيارة أحد المشتكى بهما ونزع منه مفتاح السيارة وتهجم على الركاب بمنطقة «للا زهرة» متوهما أن الركاب كانوا يهمون بالتوجه إلى سيدي بوزيد وهم في الحقيقة كانوا قادمين منها، وبعد أن حرر محضر لدى الأمن يؤكد ارتكاب أحمد كراطي لجرم في حق سيارة الأجرة وسائقها وبشهادة الركاب فشل في استصدار تنازل عن الشكاية ليفتعل واقعة الاعتداء المفبركة. محامي الضحية عبد الغفور شوراق أكد ل «المساء» أن «الوقفة الثانية صبيحة الأربعاء 2 دجنبر أمام مقر محكمة الاستئناف المنظمة من الجمعيات الحقوقية والمتعاطفين مع الضحية أعقبتها إجراءات جريئة من طرف الوكيل العام الذي أحال الملف على قاضي التحقيق والذي أمر بدوره بإيداع المعتديين السجن المدني والتحقيق معهما في حالة اعتقال وهو ما نعتبره إشارة لمواجهة متهمين بتكوين عصابة إجرامية واختطاف مسؤول نقابي والاعتداء عليه بطريقة همجية»، حسب وصف محامي الضحية. رئيس القسم الاقتصادي بعمالة الجديدة خالد البوشام صرح ل«المساء» أن هاته النزاعات لا علاقة لها بالحرفة، فهي لا تعدو أن تكون خصامات شخصية ذاتية والدليل على ذلك هو أن الإدارة غير معنية بها ما دامت لا تؤثر على السير العادي لقطاع الطاكسيات بالإقليم، كما أكد أن أصل المشكل نابع من عدم احترام بعض الأطراف لبعض الاتفاقيات التي تنظمها الأعراف وتتم فوق طاولة الحوار وبحضور التمثيليات النقابية وأمناء الحرفة والأمن، وختم رئيس القسم الاقتصادي تصريحاته ل«المساء» بأن العمالة قامت بتدبير ملف منح رخص الثقة بطريقة عقلانية وشفافة.