أشرف الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بفاس على عملية انتخاب رئيس جماعة سيدي داود القروية بعمالة إقليم مولاي يعقوب، صباح أول أمس الأربعاء، وسط إجراءات أمنية مكثفة تخوفا من حدوث أعمال شغب بين أنصار طرفين متنافسين على منصب الرئاسة. واضطر رجال الدرك إلى إحضار الرصاص المطاطي دون استعماله بسبب توتر العلاقة بين حزب الأصالة والمعاصرة وبين تحالف كل من حزب الاستقلال والاتحاد الاشتراكي والإصلاح والتنمية. لكن الفوز المفاجئ لهذا التحالف دفع تيار الهمة إلى الانسحاب من قاعة الاجتماعات دون إنهاء الجلسة. وكان جل المتتبعين ينتظرون فوز حزب الهمة برئاسة هذه الجماعة بفارق صوت واحد عن الفريق الثاني، إلا أن تصويت أحد مستشاريه ضده قلب الكفة بشكل أصيب فيه عدد من الحاضرين بمن فيهم الأمين العام الجهوي للحزب بجهة فاس بولمان بالذهول. وكانت السلطات المحلية قد أجلت يوم الخميس الماضي هذه الجلسة بعد رفض تحالف الاستقلال والاتحاد الاشتراكي لمبدأ اختيار الأكبر سنا من الحلف المنافس. وخلف قرار التأجيل امتعاض الطرف المنافس والذي تحدث، في تصريحات سابقة له، عن تواطؤ السلطة مع هؤلاء المستشارين. ودفع هذا الوضع بالرئيس السابق لهذه الجماعة، وهو أحد المرشحين لرئاسة الجماعة، إلى الانسحاب، رفقة 8 أعضاء منتخبين، من حزب الحركة الشعبية للالتحاق بحزب الأصالة والمعاصرة، وذلك بغرض ما أسموه ب«لحماية» من ضغوطات عامل الإقليم، الذي لم يمكن هذا الرئيس من حق الترشح إلا بقرار قضائي، كما أنه رفع ضده شكاية يتهمه فيها باختطاف مستشارين. وجاء هذا الصراع في إطار نزاع بين الطرفين يعود إلى سنة 2005. ومباشرة بعد هذا الالتحاق، وجه حزب الهمة انتقادات لاذعة إلى عامل الإقليم، متهما إياه ب»التدخل السافر» لصنع الخريطة السياسية بالإقليم. وحضر عدد من أعضاء كتابته الجهوية، بعد ذلك، مراسيم انتخاب الرئيس، لكنهم عاينوا أحد مستشاريهم الجدد وهو يهرب من كرسي كان يجلس فيه، رفقة صف من «رفاقه» ليلتحق بمنافسيه، ليتحدث إلى رفاقه الجدد عن ضغوطات تعرض لها من قبل الرئيس السابق للجماعة القروية. وفي الوقت الذي رافق فيه رجال الدرك والقوات المساعدة الأعضاء المنسحبين، ومعهم مسؤوليون جهويون لحزب الهمة، وهم يجرون ذيول الهزيمة، تلقى المحامي الغزلاني بوشتى، وهو الرئيس الجديد لهذه الجماعة، مباشرة بعد انتهاء التصويت، عدة مكالمات هاتفية مهنئة من كل من الرباط والدار البيضاء، وكان من ضمن أول المهنئين له على هذا الفوز «التاريخي» عامل إقليم مولاي يعقوب.