تدخل عامل إقليم مولاي يعقوب، صباح أول أمس الخميس، لطلب تأجيل انتخاب رئيس جماعة سيدي داود القروية، وذلك بعدما رفض ممثلون عن حزب الاستقلال والاتحاد الاشتراكي والتجمع الوطني للأحرار، أن يكون المنتخب الأكبر سنا والذي يفترض قانونيا أن يشرف على العملية الانتخابية بحضور السلطة من «تيار» مرشح منافس. وعاشت هذه الجماعة القروية يوما استثنائيا وكادت ساحتها تتحول إلى ساحة نزال بالسيوف والهراوات بين الطرفين. وبررت السلطة المحلية تأجيل انتخاب الرئيس باحتجاجات مستشارين عمدوا إلى تحطيم كراسي قاعة الاجتماعات، فيما تحدث محمد بلقاضي، الرئيس السابق لهذه الجماعة عن وجود تواطؤ بين السلطة ومنافسيه لعرقلة العملية الانتخابية. وقرر توجيه طلب إلى النيابة العامة للإشراف على «المسلسل الانتخابي» المقرر إعادة إجرائه اليوم السبت، ولم يتمكن عدد من الصحفيين من متابعة أطوار هذه العملية بسبب تعليمات من عامل الإقليم على تحويل الجلسة إلى اجتماع سري. وكان رجال الدرك قد استمعوا، يوم الأربعاء الماضي، إلى المستشار بلقاضي، وذلك بناء على شكاية مباشرة من عامل الإقليم يتهم فيها هذا المستشار ب «تهريب» 8 مستشارين جماعيين. وقال هذا المنتخب في محضر الاستماع إليه إن عامل الإقليم يبحث «عن رأسه» بأية وسيلة. وذكر بالنزاع التاريخي الموجود بين الطرفين، وهو النزاع الذي وصلت أصداؤه إلى جل مسؤولي وزارة الداخلية والديوان الملكي. واستغرب بلقاضي تدخل العامل كطرف في مثل هذه الاتهامات، متسائلا عمن منحه الوصاية على المنتخبين للتحدث باسمهم. واعتبر أن المختطفين، من الناحية المبدئية، هم الذين يجب عليهم أن يضعوا الشكاية ضده، في حال وقوع الاختطاف، وليس عامل الإقليم. وفي سياق آخر، فاز أنصار العمدة شباط برئاسة كل مقاطعات فاس. وشكل فوز الاستقلاليين في مقاطعة سايس أهم مفاجأة، يوم أول أمس الخميس، بالنظر إلى مواجهته لتحالف العدالة والتنمية والاتحاد الاشتراكي والأصالة والمعاصرة. وكان من المنتظر أن يفوز هذا التحالف برئاسة هذه المقاطعة ب17 صوتا مقابل 16 صوتا للاستقلاليين، إلا أن أحد منتخبي العدالة والتنمية فضل أن يصوت لفائدة المرشح الاستقلالي عوض التصويت لمرشح العدالة والتنمية. وفجر هذا المستجد غضبا في صفوف أعضاء الحزب الإسلامي واتجهوا في مسيرة احتجاجية إلى منزل هذا المستشار رافعين شعارات تتهمه بخيانة الأمانة. هذا في الوقت الذي اتجهت فيه مسيرة أخرى للاستقلاليين رفعت شعارات النصر واتجهت صوب منزل هذا المنتخب. وجدد العمدة شباط، في كلمة له بالمناسبة، اتهامه لحزب العدالة والتنمية ب«العدمية والظلامية»، ورحب بالتحاق هذا المستشار بأغلبيته في فاس. ويأتي هذا الالتحاق أياما قليلة بعدما قرر وكيل لائحة حزب الإسلاميين بمركز المدينة مناصرة شباط أثناء إعادة انتخابه عمدة للمدينة. كما ذكر بحدث التحاق كاتب إقليمي سابق للحزب ذاته بأغلبية شباط في انتخابات 2003، مما مهد له الفوز برئاسة مقاطعة سايس. وقد عاد مجددا في انتخابات أول أمس الخميس إلى شغل نفس المنصب لكن هذه المرة باسم حزب الاستقلال.