احتفى موقع العمدة شباط على الانترنت بفوز حزب الاستقلال برئاسة غرفة الصناعة والتجارة والخدمات بفاس أول أمس الاثنين. وانتخب فؤاد الزين الفيلالي، وهو مقاول استقلالي أشرف على تشييد جل نافورات الشوارع الرئيسية للمدينة، برئاسة الغرفة بالإجماع، بعدما انتخب رئيسا لصنف الصناعة. وصوتت لصالح حزب الاستقلال جل الأحزاب الممثلة في هذه الغرفة، بما فيها حزب الأصالة والمعاصرة وحزب الاتحاد الاشتراكي وحزب التقدم والاشتراكية، وهي أحزاب كانت لا تتوانى عن إطلاق سهام انتقاداتها في وجه الاستقلاليين الذين يتولون مهمة تسيير الشأن المحلي بالمدينة، متهمين إياهم بالفساد وسوء التدبير. وشهدت إحدى المقاهي المجاورة للغرفة طيلة فترة صباح أول أمس الاثنين، جلسات ماراطونية بين العمدة شباط وبين مسؤولين جهويين عن حزب الهمة، خصصت لعقد اتفاقات ممهدة لإعطاء الانطلاقة لأشغال تشكيل المكتب. وتبادل الطرفان العناق قبل أن ينزووا إلى ركن بالمقهى، فيما بقي رجال الأمن والمنتخبون والمسؤولون الإداريون المحليون ينتظرون انتهاء الجلسات من أجل بدء الأشغال «الشكلية» لانتخاب المكتب. وجاءت هذه الجلسات التي أخرت عملية الانتخاب إلى الفترة الزوالية لتلغي اتفاقا آخر سبق للعمدة شباط أن أبرمه مع الاتحاديين يتحدث عن توافقات لتشكيل المكتب. وأفرز التسابق من أجل رئاسة هذه الغرفة، في السابق، تحالفين، الأول يتزعمه حزب الاستقلال، ويضم أعضاء من التجمع الوطني للأحرار وأحزابا أخرى فتية، إلى جانب عدد من اللامنتمين، والتيار الثاني يضم كلا من حزب الأصالة والمعاصرة والاتحاد الاشتراكي وحزب التقدم والاشتراكية، إضافة إلى أعضاء من التجمع الوطني للأحرار وبعض من اللامنتمين. لكن السلطات اضطرت، الأسبوع الماضي، إلى تأجيل عملية الانتخاب في غياب حضور جل الأعضاء بسبب احتدام التنافس بين الطرفين، وفي غياب حصول أي طرف على الأغلبية المريحة. واستطاع استقلاليو شباط أن يزرعوا الانقسام في صفوف خصومهم. وتمكنوا من استدراج كل من الاتحاد الاشتراكي وحزب الأصالة والمعاصرة لاعتماد تفاهمات معه. لكن هذه التفاهمات لم تمكن الاتحاديين من الحصول على أي منصب في المكتب الجديد، بينما مكنت الأصالة والمعاصرة من ترؤس صنف الخدمات في شخص المنعش السياحي عبد العزيز اللبار. كما مكنت قسما من التجمعيين من ترؤس صنف التجارة في شخص محمد المفيد، بينما خرج رئيس الغرفة السابق التجمعي أحمد حجي خاوي الوفاض بعدما فشل رهانه على العودة إلى الرئاسة عبر تحالفه مع حزب الأصالة والمعاصرة والاتحاد الاشتراكي. وتبادل مسؤولون من الحزبين الاتهامات ب«الهرولة» لعقد التفاهمات مع العمدة شباط. فقد قال فريد أمغار، عضو المكتب السياسي لحزب الهمة، في تصريح ل«المساء»، إن الاتحاديين هم الذين انسلخوا عن التحالف، وذلك عبر توقيعهم رفقة حزب التقدم والاشتراكية اتفاقا مكتوبا مع شباط، في حين نفى حسن بودرقة، أحد مستشاري الاتحاد الاشتراكي وعضو الغرفة وجود هذه التفاهمات، مشيرا إلى أن مسؤولي حزب الهمة هم الذين أخلوا بالتزاماتهم مع الاتحاديين، وذلك عبر لجوئهم إلى التحالف معه في آخر لحظة. وقد سبق لحزب الاستقلال، في انتخابات جرت الأسبوع الماضي، أن فاز بغرفة الصناعة التقليدية بفاس. وأسندت مهمة تدبير شؤونها إلى الاستقلالي ناجي الفخاري، ويشتغل في قطاع الفخار بالمدينة العتيقة. وتعد هذه الغرفة من أكبر غرف الصناعة التقليدية بالمغرب، نظرا لارتباط اسم المدينة العتيقة بمختلف أنواع الصناعات التقليدية. وبهذا الفوز يكون الاستقلاليون قد نجحوا في إبعاد الاتحاديين من على رئاسة هذه الغرفة والتي ظل يترأسها محمد تحيفة. ويرتقب أن تشهد انتخابات غرفة الفلاحة يوم غد الخميس توترا بين تيارين من حزب الاستقلال. فالعمدة شباط وأغلب أنصاره يدافعون عن انتخاب ادريس حسني، وهو مستشار حركي بصفرو حديث الالتحاق بالاستقلال، بينما يدافع تيار استقلالي آخر يتزعمه رشيد الفايق، رئيس جماعة أولاد الطيب القروية عن ترشيح التهامي الشومي لرئاسة هذه الغرفة، وهو مستشار استقلالي يتبع لعمالة مولاي يعقوب.