عاشت جماعة قروية بالناظور، يوم السبت الماضي، حالة انفلات أمني نجمت عن صراع بين مرشحين لرئاستها. واعتقل رجال الدرك بجماعة بني شيكر ما يقرب من 30 شخصا بتهمة القيام بأعمال شغب والاعتداء على منشآت في ملك الدولة. كما اعتقل مستشاران جماعيان، أحدهما ينتمي إلى حزب الحركة الشعبية والثاني إلى حزب الاستقلال، بتهمة تكوين عصابة إجرامية والتحريض على الشغب. ولا يزال رجال الدرك يبحثون عن أشخاص آخرين في نفس الملف. وأفضى الهجوم بالحجارة على مقر هذه الجماعة، التي كانت تحتضن اجتماعا لأعضائها الجدد بغرض انتخاب مكتبها الجديد، إلى تكسير نوافذ وأبواب هذه المؤسسة، وألحقت أضرار بالغة بتجهيزاتها، وأصيب عدد من المستشارين الجدد، فيما فر أعضاء من السلطة المحلية الذين جاؤوا للإشراف على هذه العملية الانتخابية. واضطر رجال الدرك إلى استخدام الرصاص المطاطي والقنابل المسيلة للدموع لتفريق المحتجين الذين حاصروا مقر هذه الجماعة وعمدوا إلى إضرام النيران في عجلات السيارات وإغلاق الطرق الرئيسية بالجماعة، وذلك للحيلولة دون تقدم التعزيزات الأمنية. وطبقا للمصادر، فإن انتخاب اتحادي كرئيس للجماعة ب14 صوتا، وبفارق صوت واحد على منافسه الاستقلالي الذي شغل هذا المنصب في الولاية السابقة هو الذي تسبب في هذا الانفلات. وبجماعة قروية أخرى بتاونات اضطر رجال الدرك إلى استعمال الرصاص المطاطي لتفادي انفلات أمني كاد أن ينشب بها بسبب انتخاب رئيسها. وعمد رجال الدرك، بمساندة رجال القوات المساعدة، مساء يوم الجمعة الماضي، إلى تفريق أنصار أحد مرشحي التجمع الوطني للأحرار، وذلك بعدما حاولوا رشق مقر جماعة الولجة ببلدة القرية بتاونات. وأسفر هذا التدخل عن جرح عدد من المواطنين واعتقال أربعة أشخاص. وإذا كان النزاع عادة، في مثل هذه الحالات ينشب بين أحزاب متنافسة، فإن الصراع تفجر في هذه الجماعة بين مرشحين ينتميان إلى نفس حزب التجمع الوطني للأحرار. وتتحدث المصادر عن لجوء أحد هؤلاء المستشارين إلى استعمال بندقية صيد لإطلاق النار على عدد من المواطنين كانوا يرشقون سيارته بالحجارة. وأدى إطلاق النار إلى إصابة مواطن على مستوى البطن، نقل على إثرها إلى إحدى مصحات فاس لتلقي العلاجات اللازمة. وبجماعة مكس القروية التابعة لعمالة مولاي يعقوب، تدخل رجال الدرك لمنع وقوع كارثة إنسانية أثناء عملية انتخاب رئيسها الجديد، مساء يوم الجمعة الماضي. وحاصر رجال الدرك مقر هذه الجماعة، ومنعوا أنصار متنافسين من الاقتراب منه. كما اضطروا إلى التدخل من أجل منع استعمال كلاب «بيتبول» سخرها محسوبون على أحد المرشحين استعدادا للمواجهة. وأفرزت هذه الانتخابات عن الإطاحة بمستشار برلماني ترأس هذه الجماعة لأكثر من ولاية، وفوز مستشار اتحادي.