للمرة الثالثة في ظرف سنتين، كادت مدينة وجدة أن تشهد كارثة مماثلة لحريق سوق مليلية، حيث تسبب تماس كهربائي بأحد أسلاك الإنارة العمومية لسوق القدس المقابل لساحة سيدي عبدالوهاب بوجدة، مساء السبت الماضي، في اندلاع حريق تمت السيطرة عليه في بدايته. الحريق الذي لم يخلف أضرارا تذكر تمت السيطرة عليه من قبل التجار الذين استعانوا بآلات إطفاء الحرائق، الوضع الذي يستوجب تدخلا عاجلا من قبل السلطات المعنية من أجل التسريع بإعادة تهيئة هذا السوق وخاصة الشق المتعلق بأسلاك الشبكة الكهربائية التي توجد في حالة يرثى لها، وذلك تفاديا لوقوع كوارث لا يعلم عواقبها أحد، تذكر بحريق سوق مليلية الذي اندلع خلال شهر رمضان 2011 وكارثة المركب التجاري المغرب الكبير المحروق بالناضور. وأتى حريق، في الساعات الأولى من صباح الإثنين 12 ماي 2014، على أحد المحلات التجارية لطحن وبيع التوابل بالمركب التجاري لبيع الخضر «سوق طنجة» بساحة سيدي عبدالوهاب بمدينة وجدة، على جميع محتويات الدكان وخلف خسائر قدرت بحوالي 8 ملايين سنتيم. وسبق للجنة يترأسها باشا المدينة وتتشكل من ممثلين عن المقاطعة الأولى والوقاية المدينة ومصلحة الشرطة الإدارية وقسم الممتلكات والمكتب الوطني للكهرباء والوكالة المستقلة لتوزيع الماء الشروب وولاية أمن وجدة وتنسيقية التجار بوجدة وجمعية السلام لتجار سوق القدس، أن وقفت على الفوضى التي تطبع هذا السوق واختلالات منها احتلال الملك العمومي بدون ترخيص، وإغلاق الأبواب الرئيسية بعد تلحيم جزء منها وحيازتها من طرف تجار بدون وجه حقّ، وعدم احترام التصفيف لبعض المحلات التجارية (بناء بجانب المحل التجاري)، وبناء فوق السطوح بدون ترخيص، وعدم استواء أرضية السوق، ونقص خطير في منافذ التهوية والإنارة الطبيعية بسبب تسقيف الممرات، وتشابك الأسلاك الكهربائية، وعرض المحلات التجارية للسلع مما يسبب تضييق الممرات، واستعمال قارورات الغاز واستغلالها للطهي مما قد يسبب الحرائق. اللجنة اقترحت تزويد السوق بفواهات وخراطيم الحرائق وتوفير قنينات إطفاء الحريق ودعم السوق بنظام ذاتي للإطفاء وكذا المراقبة ونظام السلامة وتخصيص رقم هاتفي يربط بصفة دائمة السوق بمركز الوقاية المدنية. وعلاقة بالموضوع، سبق لجمعية تجار سوق مليلية أن وجهت شكاية استعجالية، يوم 11 يوليوز 2014، لوالي الجهة الشرقية عامل عمالة وجدة انجاد والمدير الجهوي للمكتب الوطني للكهرباء تطالب فيه بالتدخل العاجل لرفع الضرر الناتج عن الخيوط الكهربائية المتواجدة بسوق مليلية والتي تشكل خطرا كبيرا على السوق وزبنائه. وأشارت الشكاية إلى أن هذه الخيوط الكهربائية متلاشية وخارجة أمكنتها المخصصة لها مع العلم أن تجار هذا السوق قاموا بتغطيتها بواسطة الخشب الخاص بالتزيين عمدا مما قدو بلحق ضررا كبيرا بالسوق أو التسبب في وقوع حريق.