سوق" مليلية" الشهير ذاكرة تجارية لمدينة وجدة يتحول إلى أطلال روبورطاج خاص عن حريق سوق مليلية بوجدة من إنجاز ادريس العولة عاشت ساكنة وجدة لحظة استثنائية ليلة الخميس ،وهي تتابع وتشاهد ألسنة النيران تلتهب أحد أكبر وأشهر الأسواق التجارية بالمدينة ،أمام تواضع رجال الوقاية المدنية الذين وجدوا أنفسهم أمام مهمة صعبة تفوق بكثير إمكانياتهم اللوجيستيكية والبشرية لمواجهة مثل هذه المواقف الصعبة الني تتطلب إمكانيات كبيرة وهائلة ،ولسوء حظ رجال الوقاية المدنية أن الحريق تزامن مع إعلان الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء بالمدينة على انقطاع الماء على مجموعة من الأحياء من جراء الإصلاحات التي يعرفها الأنبوب الرئيسي الذي يزود ها بالماء الصالح للشرب ،في ظل غياب قنوات مائية مخصصة للحرائق، قرب السوق لملأ الصهاريج المائية ،مما دفع برجال الوقاية المدنية إلى جلب الماء من ساحة باب سيدي عبد الوهاب على بعد حوالي 200 متر مما صعب مأمورية رجال الإطفاء لإخماد ألسنة النيران،التي لم تثني قبيلة اللصوص والنشالين من ممارسة نشاطهم فاستغلوا الوضع للتسلل داخل السوق من أجل الاستحواذ والاستيلاء على السلع والبضائع التي نجت من النار دون أن تسلم من أيادي استعملت كل الوسائل من أجل كسر الأقفال لبعض المحلات التجارية والسطو على ما بداخلها . مما حدا بتجار السوق من تكوين دروع بشرية مسلحة بالهراوات للتصدي لعملية السطو ،والدفاع عن ممتلكاتهم من أيادي لا تعرف معنى مراعاة الظروف الاستثنائية ،وقد تم تسجيل مجموعة من الاعتقالات في هذا الجانب من طرف مختلف المصالح الأمنية ،ولعل النقطة الإيجابية التي تم تسجيلها خلال هذه الواقعة هي انخراط مجموعة من الشباب في عملية مساعدة مجموعة من التجار لإبعاد السلع والبضائع من لهيب النيران كما ساهموا بشكل كبير في مساعدة رجال الوقاية المدنية أثناء تدخلاتها حيث أبان الكثير منهم عن شجاعة كبيرة حتى آخر لحظات إخماد النيران التي أزاحت سوق "مليلية" من خارطة وجدة التجارية عودة تاجر من سفره مذعورا بعدما وصل إلى علمه أن السوق الذي يتوفر فيه على محل تجاري مصدر قوت أبنائه السبع قد تعرض للاحتراق بصفة كلية عاد "إسماعيل" 45 سنة من سفره لمدينة الدارالبيضاء مسرعا إلى وجدة حينما علم باحتراق محله التجاري الموجود في سوق مليلية،فكانت عودته متعبة ومضنية وهو يفكر في مآل محله ، فلم يصدق بعد ما قيل له وما سمعه عن طريق الهاتف عما وقع وحدث،فعيناه لم تريا شيئا بعد خاصة حديث الناس عن اندثار مكان قضى فيه أكثر من 20 سنة يزاول تجارته هناك من أجل إعالة أسرته المتكونة من 7 أفراد ،فكانت صدمته قوية حينما وقف على هذا الفضاء الذي تحول بين عشية وضحاها إلى خراب وأطلال ،أحنى رأسه واضعا يده على جبينه وهو لا يقو على مشاهدة هذا المنظر الغريب الذي لم يكن أبدا يتوقعه ،حاول اختزال حسرته وآلامه فيما أصاب هذا السوق من اندثار ، ودموع الحزن كانت مجتمعة في عينيه تنهمر متقطعة على وجه شاحب ،لينسحب في صمت رهيب ليودع المكان وهو يردد "كلشي مشا" عدة مرات متتالية ليتوارى على الأنظار ،تاركا المجال والفرصة لتجار من نوع آخر إلى بقايا السوق المتفحمة ،أصحاب العربات المدفوعة والمجرورة ،الذين كانوا منهمكين في عملية البحث والتنقيب وسط مخلفات الحريق لعلهم يفوزون بغنائم سلمت ونجت من ألسنة النيران واللصوص ،وإن كان الهدف الأول هو جمع السبائك الحديدية والأسلاك النحاسية لإعادة بيعها في سوق المتلاشيات التي عرفت انتشارا واسعا خلال السنوات الأخيرة في المدينة الألفية أتت ألسنة النيران على سوق مليلية بالكامل وانمحى من الخريطة التجارية بالمدينة ولم يعد ذلك السوق الكبير، القبلة المفضلة للشباب الوجدي لاقتناء الأحذية الرياضية ذات الجودة العالية والمستوى الرفيع حيث يمكن اعتباره مرجعا أساسيا لسكان المدينة وزوارها بخصوص مختلف أنواع الألبسة الجاهزة إضافة إلى سلع وبضائع أخرى تهم الأثاث المنزلية والمواد الإلكترونية وغيرها ليلة واحدة كانت كافية لمحو سوق برمته ،ظل عبر الأجيال تراثا تجاريا بالجهة الشرقية فمن منا من ساكنة المدينة أو زوارها ، من لا يعرف سوق مليلية ؟ ومن مهم من لم يسبق له أن تجول في أزقته الضيقة والطويلة ذات المنعرجات الكثيرة ،وهندسته العشوائية ،وأبوابه الأربع الصغيرة والضيقة الحجم ،التي لم يكن بوسعها استيعاب الكم الهائل لزوار هذا السوق الكبير للتبضع أو عملا بالقولة العامية المأثورة"لما شرى يتنزه"لما يحتويه من سلع وبضائع مختلفة ومتنوعة تتحف عيون الناظرين قبل أن يتحول إلى خراب ودمار من جراء نار عاتية،لحسن الحظ لم تخلف ضحايا في الأرواح البشرية اللهم بعض الإصابات الخفيفة ،إضافة إلى الصدمات القوية للتجار الذين أصبحوا بين عشية وضحاها عرضة للإفلاس ،حيث قدرت الخسائر المادية بالملايير، في غياب إحصائيات رسمية يمكنها تقدير الأضرار المالية الناتجة عن هذا الحريق المهول ،الذي تزامن مع شهر رمضان المبارك ،وكذا فصل الصيف وهو الوقت الذي يكثر فيه الرواج الاقتصادي والتجاري بهذا المركب الذي يتوفر على كافة أنواع وأصناف الملابس الجاهزة التي يتم الإقبال عليها من طرف السكان وزوارها ، خصوصا مع اقتراب عيد الفطر السعيد الأمر الذي يدفع بتجار السوق إلى اقتناء المزيد من السلع والبضائع لتلبية طلب ورغبة الزبناء ،باعتبار هذه المناسبات فرصة مواتية لتحقيق أرباح مالية إضافية لتعويض الكساد والبوار التجاري تسمية السوق نسبة إلى مدينة "مليلية " السليبة ارتبطت والتصقت بهذا الفضاء ، لكونه كان يعتمد في أغلب أنشطته التجارية على المواد المهربة من الشمال التي تأتي وتدخل عن طريق مدينة مليلية، فإسم سوق "مليلية " لم يرتبط بمدينة وجدة فحسب فهناك العديد من الأسواق في مجموعة من المدن المغربية تحمل وتتقاسم مع حاضرة أنكاد نفس الصفة تضارب الأنباء بخصوص دوافع وأسباب الحريق ،وإن كانت الكفة ترجح فرضية حادث عرضي قد يكون نتيجة تماس كهربائي تضاربت الأنباء حول ظروف وملابسات الحادث ،في انتظار ما ستسفر عنه التحريات والتحقيقات التي باشرتها الجهات المعنية والمختصة لإيجاد خيط يقودها إلى الدوافع والأسباب الحقيقية لهذا الحريق المهول ،وإن كانت كافة الترجيحات تغلب كفة وفرضية تماس كهربائي ،نظرا للوضع المزري الذي يعيشه السوق على مستوى البنيات التحتية ،فجل أزقة هذا السوق ضيقة جدا وتعرف ازدحاما كبيرا ولا سيما في أوقات الذروة ،فيتحول السوق إلى شبه حمام من جراء الحرارة المفرطة التي يعكسها سطح السوق التي يعتمد على القصدير في سقف الأزقة ،ناهيك عن تقادم وتهالك الشبكة الكهربائية التي لم تعرف تغييرا ولا تجديدا منذ تأسيس هذا السوق لأكثر من 30 سنة الذي كان في وقت ما مقبرة لدفن موتى ساكنة المدينة قبل أن يتحول إلى مقبرة لدفع للسلع والبضائع من جراء حريق مفاجئ إن كان هذا الحريق قد تسبب في خسائر مادية فادحة فهناك فئة عريضة من المجتمع وجدت نفسها في عطالة دائمة من جراء هذا الحادث حيث يشتغل في هذا المركب التجاري أكثر من 3000شخص http://www.aljassour.com/modules/myfiles/files/1_1314679638.jpg من المعلوم أن مثل هذه الحوادث الكارثية وإن لم تخلف ضحايا في الأرواح البشرية ،فلها مخلفات أخرى اقتصادية واجتماعية ،حيث رمت بالعديد من اليد العاملة التي كانت تعتبر هذا السوق بمثابة محطة لكسب القوت في أحضان البطالة التي أرهقت حكومتنا التي عجزت أن تضع حدا لهذه الآفة الخطيرة التي تكون بمثابة معادلة صعبة ،في تنامي وتفشي ظاهرة الاحتجاجات والمظاهرات التي قد تضاف إلى باقي المحطات الاحتجاجية التي تعرفها مجموعة من المن والقرى المغربية ،وفي نفس السياق نظم تجار السوق وقفة احتجاجية أمام مقر ولاية الجهة الشرقية ،للمطالبة بفتح حوار مع والي الجهة لتدارس الوضعية المزرية من جراء هذا الحريق المهول الذي أتى على الأخضر واليابس ،مع إيجاد حلول ناجعة لهذا المشكل الذي يظل عويصا لتشابك خيوطه ،مما قد يربك حساب السلطات المحلية والمجالس المنتخبة التي دخل في أحد المشاريع الكبرى بالمدينة والتي عرفت مجموعة من التعثرات والتأخيرات في المشروع الخاص بتهيئة ساحة باب سيدي عبد الوهاب ،مع القضاء على الأسواق العشوائية من خلا بناء وتشييد تجمعات تجارية بشراكة مع العمران ومجموعة من المؤسسات العمومية والمقاولات المواطنة ،وحسب ما تم تداوله في مجموعة من دورات الجماعة الحضرية بوجدة ،يتضح من خلال مجموعة من المداخلات لبعض المستشارين دقت خلالها ناقوس الخطر فيما يتعلق بهيكلة الساحة ،ولا سيما النقطة المتعلقة بتوزيع المحلات التجارية على أصحابها ،وما ساد هذه العملية من خروقات وتجاوزات خطيرة حسب بعض أعضاء الجماعة الحضرية ،حيث تم توزيع الدكاكين عن طريق الزبونية والمحسوبية ،منها من مر تحت الطاولة ودائما حسب إيفادات أعضاء جماعيين وفي جلسات ودورات عادية وعمومية ،مما يطرح مجموعة من المشاكل التي ستعرقل مشروع التهيئة الذي كلف ميزانية ضخمة ،إضافة ما سيسفر عنه هذا التعامل مع مثل هذه المشاريع الاجتماعية والاقتصادية التي تعتبر لبنة أساسية في التنمية البشرية ،التي يسعى من خلالها المغرب على وضع اقتصادي واجتماعي يعفي البلاد من امتصاص شبح البطالة الذي يتربص بشريحة كبيرة ونشيطة من سكان المعرب الذي في حاجة ماسة لكافة نسائه ورجاله ،لمواكبة التطورات الحديثة والتغييرات التي يعرفها هذا العالم ،فهنا أصبح لزاما على السلطات المحلية والمنتخبة التفكير جيدا في إيجاد دواء شافي لمشكل كبير عمر لسنين طويلة ،تناوبت المجالس بمختلف أصنافها وأطيافها على تدبير وتسيير شؤون المدينة ،وتبقى ساكنتها تنتظر الذي يأتي أو لا يأتي اعتقال 70شخصا على خلفية الحريق، والتجار يحتجون ويرشقون القوات الأمنية والحافلات ورئيس الجماعة يعد بمليار سنتيم و300مليون والخسائر قدرت بحوالي عشرة ملايير وصل عدد الأشخاص الذين تم اعتقالهم على خلفية احتراق سوق مليلية بوجدة إلى حوالي 70 فردا ،على اثر عمليات النهب والسطو والسرقة التي تعرض لها سوق مليلية خلال حريق ليلة الخميس ،حيث قامت القوات الأمنية بمختلف تخصصاتها بتدخل منسق أسفر عن اعتقال حوالي 70 شخصا لحد الآن من بينهم 6 أحداث ، هذا وقد بدأت عملية التدخل الأمني منذ اللحظات الأولى لنشوب الحريق بمحيط السوق بحضور المسؤولين الأمنيين ، بغية السيطرة على الوضع الأمني بشكل كلي ، وما تزال عمليات الاعتقال مستمرة ، مما يعني أن عدد المعتقلين مرشح للارتفاع ، وقد عبر بعض المسؤولين الأمنيين انه سيتم التعامل بصرامة زائدة مع اللصوص والنشالين الذين يستغلون مثل هذه الكارثة، فلم يتم التساهل أبدا معهم ولا زال السوق يخضع الآن لحراسة أمنية مشددة وفي نفس السياق عبّر رئيس المجلس الجماعي لمدينة وجدة، عن تضامنه مع تجار سوق مليلية المحترق ، ووعد بتخصيص مبلغ مليار سنتيم ، وهو المبلغ الذي كان مبرمجا لأسواق المدينة، إضافة إلى مبلغ 300 مليون سنتيم مساهمة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية. وأكد في نفس الوقت أن الحريق يبقى درسا يجب الاستفادة منه حتى لا تتكرر المأساة مرة ثانية خاصة أن المدينة تتوفر على العديد من مثل هذه الأسواق والقيساريات.وذكر حجيرة أن لقاء مطولا تم، صباح يوم الجمعة 26 غشت ، بمقر ولاية الجهة الشرقية عمالة وجدة انجاد، ترأسه الوالي ،وحضره ممثلون عن جمعية تجار سوق مليلية، دام أكثر من 5ساعات ، تم خلاله الإطلاع على أوضاع التجار المتضررين والخسائر الجسيمة التي تكبدوها من جراء الحريق المهول، وقد تفوق قيمتها 10 ملايير سنتيم.وقد أتت النيران التي اندلعت بسبب تماس كهربائي، على السوق برمته والذي يتكون من 1068 محلا تجاريا رسميا إضافة إلى حوالي 400 محل عشوائية توجد بجانب بجوانب السوق الذي يمتد على مساحة 1.4 هكتار وتم بناؤه منذ حوالي 30 سنة لتعويض الدكاكين العشوائية المتناثرة بساحة سدي عبدالوهاب وعلى سور المدينة القديمة ولم يترك الرئيس الفرصة تمر دون أن يشير إلى ظاهرة غير صحية وغير معهودة وغريبة عن المجتمع الوجدي والتي اندهش لها الجميع ، تمثلت في عمليات النهب والسلب والسرقة التي اقترفتها عصابات مدججة بالأسلحة البيضاء، في الوقت الذي كان فيه التجار المتضررون يحاولون إنقاذ ما يمكن إنقاذه من السلع والبضائع وإبعادها عن النيران ألسنة النيران. هذا وقد نظم مجموعة من التجار مساء يوم السبت ،وقفة احتجاجية أمام السوق المحروق طالبوا فيها السلطات المعنية بإيجاد حلول ناجعة لمشاكلهم وقد خلف هذا الاحتجاج نوعا من الاندفاع من طرف بعض المحتجين الذين كانوا في حالة غليان مدججين بالهروات والحجارة ،حيث تم رشق سيارات الشرطة التي تعرض زجاجها للتكسير، إضافة أيضا إلى إلحاق أضرار مادية ببعض حافلات النقل الحضري للعمومي ، وقد خلفت هذه الاحتجاجات هلعا وخوفا كبيرين لدى باقي تجار الأسواق المحاذية للسوق المحروق ،الأمر الذي دفعها إلى إغلاق المحلات التجارية تحسبا لأي طارئ وكذا تضامنهم مع إخوانهم التجار. وتجذر الإشارة فإن مجموعة من النشالين واللصوص يستغلون مثل هذه الأوضاع المزرية التي يعيشها تجار السوق لزرع الفوضى و البلبلة لتحين الفرص من أجل السطو وسرقة بعض الأسواق الأخرى وخصوصا أن المكان الذي تم فيه تنظيم الوقفة الاحتجاجية تتواجد في محيطه مجموعة من الأسواق التجارية التي تعرف إقبالا مكثفا للمواطنين الوجديين