لعنة حرائق الأسواق سبق وأصابت كلا من أسواق مدن الجهة الشرقية كالناظور وتاوريرت والسعيدية. بينما كانت مدينة وجدة تستعد للإحتفال بمناسبة عيد الفطر،وبرمجت أو تبرمج الكثير من العائلات الوجدية لزيارة سوق مليلية المختص في بيع السلع الجزائرية والإسبانية،بغية اقتناء ملابس وأحذية جديدة،لم يكن أحد يعلم ما تخبئه الأقدار من كارثة كبيرة ستضرب المدينة في أكبر سوق بها، والذي يعود تاريخ تأسيسه إلى نهاية السبعينات وبداية الثمانينات من طرف المجلس البلدي لمدينة وجدة . أتت نيران حريق اندلع بسوق مليلية،قبل الساعة الواحدة من ليلة الخميس/الجمعة على أكثر من ألف دكان من الملابس والأغطية والأحذية والأجهزة الإلكترونية ومواد التجميل والديكور،قدرت الخسارة بعشرات الملايير من السنتيمات. مأساة كبيرة تستعصى على الوصف،إلا حينما نعلم أن سوق مليلية كان مورد رزق لآلاف الأسر،وكانت دكاكينه تحتوي على السلع والبضائع التي كانت ستعرض أياما قليلة قبل عيد الفطر،لولا ذهابها كالهباء المنثور وسط نيران أتت على كل شيء أمام عجز الوقاية المدنية،وسخط التجار الذين أصيبوا بالذهول وهم يتفرجون على النيران تلتهب دكاكينهم/رأس مالهم/قروضهم،وحضرت فقط لإخماد الحريق أربعة سيارات إطفاء مع غياب المياه،والتي وجدت صعوبة للولوج المكان من جراء الازدحام الكبير للمواطنين ،وكذا انعدام الأنابيب الخاصة بجلب الماء حيث تم جلبه من ساحة باب سيدي عبد الوهاب على بعد أكثر من 200 متر..سيارتان من الجهة الجنوبية وسيارتان من الجهة الشمالية،بينما المعروف أن الجهتين الأكثر طولا "الجهتين الغربيةوالشرقية للسوق" مطوقتين بطريقين ضيقين يصعب تنقل البشر فيهما فكيف بشاحنات الإطفاء. وصرح العديد من أصحاب المحلات،وحارس السوق،أن رجال الوقاية لم تحضر في الوقت،وأكد حارس السوق أنه عندما اتصل بالوقاية المدنية أجابوه بالحرف "راك تزعق/تقشَّب علينا "،وكان من الصعب التحكم في النيران لأن هو الكثيرمن المحلات التجارية عبارة عن "براريك" مما ساعد كذلك في انتشار النيران،ولم تحضر هذه الأخيرة المياه الكافية لإطفاء الحريق الذي تزامن مع انقطاع الماء أعلنت عنه الوكالة الحضرية لتوزيع الماء والكهرباء،بسبب انفجار للأنبوب الذي يضخ المياه إلى وجدة،وابتدءًا من البارحة الجمعة تم قطع المياه عن المدينة بشكل تام لمدة ثلاتة أيام وهو ما تم الإخبار به في المساجد بعد صلاة تراويح يوم الخميس. وتجهل لحد الآن أسباب الحريق الذي اندلع بالباب الرئيسي للسوق حسب شهود عيان لينتشر بعد ذلك بسرعة كبيرة سهلت الألبسة مهمتها،وفي غياب لرجال السلطة المحلية وكذا المنتخبون انتشرت عمليات النهب والسرقة بشكل فظيع وبشع،بحيث ان الدكاكين التي كانت النيران ما زالت لم تصلها تعرضت للسرقة التي لم تتوقف إلا بعد أن قام تجار السوق الذين هرعوا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه بإنشاء مجموعات تقوم بحراسة سوقهم الذي أتت عليه النيران بالكامل.وبدت على الكثير منهم أثار الصدمة من هول الكارثة وأصيب بعضهم بحالات إغماء وهم يشاهدون ممتكاتهم تحترق وتنهب أمام عجزهم عن فعل أي شئ. وإلى حدود صباح يوم أمس الجمعة لم نتوصل إلى معرفة أسباب الحريق الذي خلف خسائر مادية جسيمة،"تضاربت الأنباء حول دوافع وأسباب هذا الحريق ،بين ما هو عرضي أو من فعل فاعل لكن أغلب المصادر رجحت رواية أن الحادث كان عاديا نتج عن تماس كهربائي،نظرا لحالة الشبكة الكهربائية المتهالكة لهذا السوق ناهيك عن استعمال مجموعة من الدكاكين لعداد واحد مما يؤثر سلبا على الدورة العادية للكهرباء ،وقد سبق للتجار أن نبهوا الجهات المعنية لخطورة الأمر في مرات عديدة دون جدوى "،أوما تم تداوله من شائعات بين الجماهير الغفيرة التي عاينت الكارثة،من أن أحد التجار يكون قد وضع قنينة بنزين فوق سطح محله،وبطريقة مجهولة إشتعلت النيران والتهمت كل ما وجدته في طريقها،أو يكون تماس كهربائي وراء الحادث المأساوي... للتذكير،فلعنة حرائق الأسواق سبق وأصابت كلا من أسواق مدن الجهة الشرقية كالناظور وتاوريرت والسعيدية. وحسب أحد الزملاء،فمن نتائج هذه الكارثة"فوضى عارمة من جراء استغلال مجموعة من اللصوص استغلال الأوضاع من أجل السطو والاستيلاء على السلع والبضائع مما دفع بأصحاب المحلات التجارية التسلح بالهراوات واستعمال دروع بشرية لمنع المتلصصين إلى داخل السوق وعلاقة بالموضوع فقد تمكنت المصالح الأمنية من اعتقال مجموعة من اللصوص الذين قاموا بسرقة السلع والبضائع من السوق المحروق :هذا وقد نظم تجار سوق مليلية وقفة احتجاجية أمام ولاية الجهة الشرقية مطالبين من والي الجهة الشرقية للتدخل عاجلا من أجل إيجاد حلول لمشكلتهم والمطروحة من مدة طويلة والمتمثلة في إعادة هيكلة السوق".