عبرت السلطات المغربية التدليس والتضليل الإعلامي الإسباني الممنهج بخصوص ملف الانفصالية أميناتو حيدر، حيث زعم الإعلام الإسباني بأن المغرب «رخص بهبوط طائرة تقل على متنها حيدر لعودتها إلى مدينة العيون»، في حين نفى المغرب بشكل قاطع خبر ترخيصه لأميناتو حيدر بالعودة، مشيرا في بلاغ صادر عن وزارة الشؤون الخارجية والتعاون إلى أن «موقف المغرب بهذا الخصوص معروف تماما ولا يمكن تغييره بأي حال من الأحوال». من جهتهم، كشف شهود عيان إسبان ل»المساء، كانوا في مطار لانثاروتي حيث توجد اميناتو حيدر، أن هذه الأخيرة كانت تتحرك في المطار على رجليها وذهبت إلى إحدى الغرف بمرافق المطار، لتخرج منه بعد 20 دقيقة وهي لابسة ملابسة أخرى جديدة»، مما يفند ادعاءات وسائل الإعلام الإسبانية والجمعيات المساندة لها بكونها تعجز عن الحركة دون الاستعانة بكرسي متحرك. وتمكنت «المساء» من الحصول على عدد من الصور التي تكشف أن أميناتو حيدر ترتدي كل يوم لباسا جديدا، وهو اللباس الذي لا يمكن ارتداؤه في بهو المطار حيث تستلقي على زربية حمراء، بل كانت تذهب بنفسها إلى إحدى الغرف لتغييرلباسها، وليس على كرسي متحرك كما تزعم الجمعيات الإسبانية المساندة للانفصاليين. من جهته، جدد غوستافو دي أريستيغي، الناطق الرسمي للجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان الإسباني، انتقاده لحيدر وللجمعيات الإسبانية المساندة لها، مؤكدا بأن الأمر يتعلق ب»شرعية الدولة المغربية» في قرارها ولا علاقة له بنزاع الصحراء. وأضاف دي أريستيغي في حوار له مع قناة «كوبي» الإذاعية الإسبانية بأن أميناتو حيدر البوليساريو جالت أقطار العالم بجواز سفرها المغربي»، مضيفا بأنه «متأكد بأن حيدر عندما دخلت مؤخرا إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية ملأت استمارة الدخول بالمطار الأمريكي بصفتها مواطنة تحمل جنسية مغربية». وأضاف الناطق الرسمي للجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان الإسباني بأن نفس الأمر تفعله حيدر دائما عند دخول التراب الإسباني والبريطاني. «في اعتقادي فإن حيدر تبحث فقط عن الشهرة. وما يؤكد أقوالي هو اصطحابها صحفيين إسبانيين إلى مدينة العيون، مما يدل على أن الحادث كان مفتعلا»، يقول الناطق الرسمي للجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان الإسباني. وانتقد أريستيغي بشدة موقف الجمعيات الإسبانية المساندة للبوليسايو، متسائلا عن سبب عدم تضامنهم مع الآلاف، وليس مائتين فقط، من المعتقلين السياسيين المرميين في غياهب سجون كوبا، كما وجه انتقادات لاذعة للممثل الإسباني خافيير بارديم وإخوته، الذين، حسب أريستيغي، لم يتضامنوا أبدا مع ضحايا منظمة إيتا الانفصالية أو مع ضحايا الإرهاب الجهادي، وغيرها من الديكتاتوريات المتفرقة في العالم مثل كوريا الشمالية أو كوبا. «إنه تضامن انتقائي فقط»، يقول غوستافو دي أريستيغي. ومن حهته، استغرب أحد الدكاترة الإسبان بجزيرة لانثاروتي التقرير الطبي المنجز لصالح أميناتو حيدر، القائل بتعرضها لمضاعفات بسبب زعمها الإضراب عن الطعام، مشيرا إلى أن «الطبيب المعد للتقرير الطبي هو أصلا عضو في الجمعية الإسبانية المساندة لها، مما ينزع عن الفحص الطبي صدقيته ويكشف عن مؤامرات الجمعيات المساندة لها من أجل المزيد من الضغط على المغرب وعلى الهيئات الدولية. وختم دي أريستيغي بالقول إن هذه الجمعيات لم يبق لها ما تشغل نفسها به سوى ملف حيدر، عوض التطرق لما هو سياسي واجتماعي إسباني داخلي، مضيفا أنما يهم الجمعيات الإسبانية حاليا هو تمديد ملف حيدر قدر المستطاع لأطول فترة ممكنة للخروج في وسائل الإعلام، بعدما أصبحت تشعر بالخمول، خصوصا بعد توقف مناهضتها «للحرب على العراق». وكانت الوزارة الإسبانية قد منحت حيدر شقة وجنسية إسبانية، وهو العرض الذي لم يتفهمه المهاجرون، إذ علق احد المهاجرين المغاربة المقيمين بإسبانيا بالقول إن «19 يوما من الاعتصام بمطار إسباني أصبح كافيا لأي مغربي لكي تمنحه الدولة الإسبانية جنسيتها وشقة فخمة».