كشفت مصادر ل"المساء" عن قرب تحويل سينما "مونومينطال" بتطوان، التحفة الفنية والمعلمة الحضارية المدرجة ضمن التراث الإنساني للمدينة، إلى موقف للسيارات، في خطة يبدو أنها تحاول الإجهاز على كل معلمة ثقافية أو حضارية بالمدينة، مثل مسرح المصلى، ومسرح إسبانيول. وارتفعت أصوات بعض سكان تطوان تحذر من هدم المسرح الذي بني سنة 1926، وتحويله إلى مرأب للسيارات، كما تم الانطلاق في توقيع عريضة تندد بهدم المعلمة التراثية بالمدينة والفنية، حيث من المرتقب توجيه نسح منها إلى المسؤولين على الصعيد المحلي والوطني. وقال أحمد مغارة، وهو باحث في التراث التاريخي وكاتب بتطوان، إن سينما "مونومنطال" التي تبلغ طاقتها الاستيعابية 1190 مقعدا، تم إدراجها مؤخرا ضمن التراث الوطني من قبل وزارة الثقافة، وتعتبر مرجعا تاريخيا للحمامة البيضاء ورمزا ثقافيا للمدينة، موجها نداء إلى المسؤولين باقتنائها وإعادة ترميمها لاستخدامها كمركب ثقافي وفني بدل تشييد مراكز ثقافية جديدة, من أجل الحفاظ على الذاكرة الثقافية والفنية التاريخية لتطوان. من جهتها، أصدرت جمعية المواطن الصحافي بلاغا إلى الرأي العام، تندد فيه بالسعي إلى الترخيص لمالك القاعة بتحويلها إلى موقف عمومي للسيارات، مما يكشف، حسب البلاغ، عن خلو العقيدة الثقافية للمسؤولين عن المدينة، من أية مبادرة جدية أو مقاربة عملية لوقف نزيف اندثار القاعات السينمائية بتطوان. وأضاف البلاغ أن الدولة المغربية هي المسؤولة الوحيدة عن إنقاذ سينما مونومينطال، من أي تغيير قد يطرأ على طبيعتها، كما يعتبر بعض السكان أن الترخيص بتحويلها إلى موقف للسيارات هو ضرب من التهور يضر بالواقع السوسيو ثقافي لتطوان، وإجهازا على حق الأجيال القادمة من كل ما هو تربوي وثقافي. فمسرح المصلى مازال مشروع ترميمه يراوح مكانه منذ حوالي أربع سنوات، إذ سبق أن قال الرئيس السابق للجماعة الحضرية لتطوان، الطالبي العلمي، في شهر نونبر من سنة 2008، خلال الحفل الافتتاحي للدورة الرابعة ل "فضاء تطاون المتوسطي للمسرح المتعدد"، إن "مدينة تطوان ستتوفر قريبا على مسرح وطني على غرار بعض المدن المغربية. مسرح، حسب الطالبي العلمي، سيكون وطنيا، وستستفيد منه جميع الفرق والأندية والجمعيات بالمدينة. وأضاف العلمي في كلمته، حينها، التي ألقاها قبل التوقيع على اتفاقية شراكة تضع بموجبها الجماعة الحضرية، بناية المسرح الوطني رهن إشارة مؤسسة المسرح الأدبي بتطوان بعد ترميمها وتجهيزها للقيام بتدبيرها، أن كلفته ستبلغ حوالي 13 مليون درهم، مؤكدا أنه سيصبح جاهزا سنة 2010، أي قبل 5 سنوات. لكن إعلان الطالبي العلمي بقي حبرا على ورق، فيما لا يزال مسرح المصلى، في عهد محمد إدعمار، التي ستنتهي عموديته على رأس مدينة تطوان خلال أشهر، مجرد أنقاض، وهو المسرح الذي يعتبر ذاكرة تطوان المسرحية، وأقدم بناية مسرحية في المغرب بعد مسرح سيرفانتيس المشيد سنة 1914.