غطت فضيحة العدل الذي اعتقلته مؤخرا الشرطة القضائية بمدينة ابن سليمان على كواليس المكاتب العدلية ورفوف المحكمة الابتدائية بالمدينة، بعد اختفائه لمدة سبع سنوات، تاركا مكتبه مغلقا ومصالح العشرات ممن استأمنوه على إعداد عقود إدارية لهم معلقة بدون تسوية وآخرون ينتظرون صرف شيكات موقعة من طرف العدل المختفي. وقد أحالت الشرطة القضائية بابن سليمان أول أمس الاثنين على المحكمة الابتدائية المحلية عدلا متابعا بتهمة إصدار شيكين بدون رصيد والإخلال بمهامه الإدارية تجاه مجموعة من زبنائه. وكان العدل (م.ص) اختفى منذ سبع سنوات دون أن يتمكن الضحايا من إتمام عقود الزواج والبيع والشراء التي كان قد أعدها لهم. وعلمت «المساء» أنه بعد تراكم عدة شكايات لدى وكيل الملك لدى ابتدائية ابن سليمان بخصوص اختفاء العدل الذي يملك محلا بالمدينة، أحال وكيل الملك الشكايات على الشرطة القضائية بالمنطقة الأمنية الإقليمية، التي عملت على البحث عن العدل الذي اختفى من منزله، فعمدت مصالح الشرطة على تحرير مذكرة بحث وطنية في حقه، أسفرت عن اعتقاله بمدينة إينتانوت. وأكد مصدر مطلع ل«المساء» أن العدل الذي اعترف بكل المنسوب إليه أكد أن سبب اختفائه من المدينة كان بغرض الاستشفاء من اضطرابات نفسية ألمت به، وأنه لم يتعمد إيقاف الإجراءات الإدارية التي كان مكلفا بإنجازها لزبائنه. وأضاف مصدرنا أن العدل لم يتقدم مؤقتا بأي شواهد طبية تفيد أنه مصاب باضطرابات نفسية منذ تاريخ اختفائه سنة 2002. كما أن الضحايا يطالبون بإتمام وثائق البيع والشراء لعقارات كان قد عهدوا له بها، وكذا مبالغ مالية عهدت له كتسبيق لإتمام عمليات البيع وكذا عقود النكاح، ومنهم من طالب بالتعويض عن الضرر الذي لحق به واعتبروا أن العدل يوهم العدالة بأنه مريض نفسانيا للتخلص من العقوبات الحبسية والغرامات التي من المنتظر أن تقضي بها المحكمة في حال ثبوت أنه سوي نفسانيا. كما أن ضحايا الشيكين بدون رصيد، اللذين لم يكشف مصدرنا عن قيمتهما الحقيقية، تعددت الروايات حول طبيعة المعاملتين اللتين وضعا من أجلهما كضمانة بين من يؤكد أن العدل تعمد السطو على قيمة عقار، حيث لم يتمم عملية البيع واحتفظ بالمال لنفسه، وأن الضحية حاصره بالأدلة والشهود فلم يجد العدل بدا من الاعتراف بعملية النصب التي سلكها و أرجع مبلغا من المال للضحية وأكمل الباقي على شكل شيكات اتضح أنها بدون رصيد، وبين من يؤكد أن العدل اقترض مالا لقضاء حاجة له مقابل ضمانة الشيك.